ج ـ لقد خصص عبد القاهر في كتاب «الفرق بين الفرق» وكذلك الرسعني في «مختصر الفرق» في الباب الرابع الخاص بالغلاة الذين خرجوا عن فرق الاسلام ، الفصول التالية :
الفصل الثاني للبيانية من الروافض ـ الفصل الرابع للحربية ـ الفصل الخامس للمنصورية ـ الفصل السابع للخطابية ـ الفصل الحادي عشر للخرمدينية ـ والفصل الثاني عشر للراوندية ـ وكلها من الرافض.
اما في المخطوطة ، فقد جاء ذكر هذه الفرق مع مواقفها بايجاز ، في آخر الكلام عن الامامة ، وهكذا اعتبرهم هنا عبد القاهر البغدادي من فرق الروافض ، لا من الغلاة الذين ليسوا من فرق الاسلام.
لو كانت المخطوطة مختصرا لكتاب «الفرق بين الفرق» لورد فيها هذا التمييز بين اصحاب الفرق من جهة والغلاة منهم من جهة اخرى ، كما جاء في كتاب «الفرق» وفي «مختصره» للرسعني. وعدم اثبات مثل هذا التمييز هنا لا يعتبر سهوا من قبل مؤلف الكتاب ، اذ ان هذا التمييز لم يذكر في ثلاث فرق كبيرة وهي الرافضة ، والخوارج ، والقدرية المعتزلة.
فيستنتج من ذلك ان هذه المخطوطة ليست مختصرا آخر لكتاب «الفرق بين الفرق».
ه ـ يقول عبد القاهر البغدادي في اوّل الباب الرابع من المخطوطة انه قد ذكر في الباب الاول من «هذا الكتاب» قول النبي (ص) لما سئل عن الفرقة الناجية : «ما انا عليه واصحابي».
فكأن الباب الأول من المخطوطة ـ وهو ناقص هنا ـ خاص بالحديث المأثور في افتراق الأمة. ونلاحظ ان الكتب التي تعرض مواقف الفرق تبدأ بهذا الحديث : تفترق امتي على ثلاث وسبعين فرقة. ثم يلي هذا الباب باب ثان خاص بالفرق التي يجمع بينها اسم ملة الاسلام ، وكيف افترقت الامة ، ونشأة الخلاف حول الامامة. ـ وهذا الباب الثاني ناقص أيضا هنا في المخطوطة.
وهكذا تنحصر المخطوطة في بابين اثنين هما الباب الثالث والباب الرابع لكتاب واحد.