وحرف ابي بن كعب (١) في القرآن. وشهد بأن الله تعالى لم ينزلهما. ونسب ابيا وابن مسعود الى الضلال في مصحفيهما.
ثم انه شك في عامة المسلمين ، وقال : لا ادري ، لعل سرائر العامة كلها شرك ، فكفر (٢) ، وفي هذا شرك منه / فيما اجمعت الامة عليه ، لان الاجماع انما يكون حجة اذا صدر عن أمه فيها فرقة معصومة عن الخطأ. وكان يزعم ان معنى وصف الله تعالى بانه حي ، عالم ، قادر ، هو انه ليس بميت ، ولا جاهل ، ولا عاجز. ويلزمه على هذا ان يكون. ـ فهذا قول ضرار بن عمرو المبتدع. وليس هو ضرار بن (فرد) (٣) الفقيه الفرضي المقدسي ، المكنى بابن نعيم (٤).
__________________
وبالجملة فقد كان من سادة الصحابة ، وأوعية العلم ، وأئمة الهدى ، وله قراءات وفتاوى ينفرد بها وهي مذكورة في كتب العلم («تذكرة الحفاظ» رقم ٥ ، و «مشاهير علماء الأمصار» رقم ٢١).
(١) هو ابو المنذر ، ابي بن كعب بن قيس ، الانصاري ، الخزرجي النجاري ، كان أقرأ الصحابة وسيد القراء ، شهد بدر والمشاهد كلها ، وقرأ القرآن على النبي (ص) وجمع بين العلم والعمل ، وكان عمر بن الخطاب يكرم ابيا ويهابه ويستفتيه ، ولما مات ابي قال عمر : اليوم مات سيد المسلمين ، وكانت وفاته في سنة ١٩ وقيل في سنة ٢٢ ه («تذكرة الحفاظ» رقم ٦ ، و «مشاهير علماء الأمصار» رقم ٣١).
(٢) جاء في كتاب «الفرق» (ط. بدر ص ٢٠٢ ، ط. الكوثري ص ١٣٠ ، ط. عبد الحميد ص ٢١٥) : شرك وكفر ـ وباقي الكلام هنا من «وفي هذا شرك ... من الخطأ» غير وارد في كتاب «الفرق».
(٣) كلمة (فرد) غير واضحة في المخطوط.
(٤) هذا التوضيح عن ضرار بن عمرو غير وارد في كتاب «الفرق».