(٢)
التعريف بابن الأثير (١) :
هو المبارك بن محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيبانى الجَزَرى ثم الموصلى الشافعى ، يكنى أبا السعادات ، ويلقّب مجد الدين ، ويعرف بابن الأثير.
وقد اتفق المؤرخون على أنه ولد سنة (٥٤٤ ه) ما عدا ابن تَغْرِى بَرْدِى الذى ذكر أنه ولد سنة (٥٤٠ ه) وهو قول لا يُعاج به ، حيث انعقد الإجماع على أنه ولد فى أحد الربيعين سنة (٥٤٤ ه) بجزيرة ابن عمر (٢).
نشأ أبو السعادات بالجزيرة ، ولَقِن بها دروسَه الأولى ، ولما استوى يافعا انتقل إلى الموصل سنة (٥٦٥ ه) وهناك أخذت شخصيته تنضج وثقافته تغزر ، وأقبل على ألوان المعرفة يتشرّبها على مهل ليخرجها بعد ذلك إلى الناس علما نافعا فيه خير وبركة ونماء.
وقد استطاعت شخصية أبى السعادات أن تجذب إليه أنظار الحكام الذين رغبوا فى الإفادة من هذا العالم الكبير الجليل. قال ياقوت : «حدثنى أخوه أبو الحسن قال : تولى أخى أبو السعادات الخِزانة لسيف الدين الغازى بن مودود بن زنكى ، ثم ولّاه ديوان الجزيرة وأعمالها ، ثم عاد إلى الموصل فناب فى الديوان عن الوزير جلال الدين أبى الحسن على بن جمال الدين محمد بن منصور الأصبهانى ، ثم اتصل بمجاهد الدين قايماز [وكان نائب المملكة](٣) بالموصل ، فنال عنده درجة رفيعة ، فلما قبض على مجاهد
__________________
(١) مصادر الترجمة :
معجم الأدباء ، لياقوت ١٧ / ٧١ ـ ٧٧ ط دار المأمون.
إنباه الرواه للقفطى ٣ / ٢٥٧ ـ ٢٦٠
وفيات الأعيان ، لابن خلكان ٣ / ٢٨٩ ـ ٢٩١ ط النهضة المصرية.
طبقات الشافعية الكبرى ، لابن السبكى ٥ / ١٥٣ ، ١٥٤
النجوم الزاهرة ، لابن تغرى بردى ٦ / ١٩٨ ، ١٩٩
بغية الوعاه ، للسيوطى ٣٨٥ ، ٣٨٦
شذرات الذهب ، لابن العماد الحنبلى ٥ / ٢٢ ، ٢٣
(٢) بلدة فوق الموصل ، بينهما ثلاثة أيام. قال ياقوت فى معجم البلدان : «وأحسب أن أول من عمرها الحسن بن عمر بن الخطاب التغلبى» وذكر ابن خلكان عن الواقدى أنه بناها رجل من أهل بَرْقَعِيد ، يقال له عبد العزيز بن عمر.
(٣) زيادة فى وفيات الأعيان.