وإنى لمُهدٍ عن حنين مبرِّح |
|
إليك على الأقصى من الدار والأدنى |
وإن كانت الأشواق تزداد كلّما |
|
تناقص بُعدُ الدار واقترب المغنى |
سلاما كنَشْر الروض باكره الحيا |
|
وهبّت عليه نسْمةُ السحرَ الأعلى |
فجاء بمِسْكِىّ الهوا متحليّا |
|
ببعض سجايا ذلك المجلس الأسمى |
«وأنشدنى عز الدين قال : أنشدنى أخى مجد الدين أبو السعادات لنفسه :
عليك سلام فاح من نَشْر طيبه |
|
نسيمٌ تولى بثَّه الرَّنْدُ والبانُ |
وجاز على أطلال مىٍّ عشيّةً |
|
وجاد عليه مُغْدِقُ الوَبْل هَتّانُ |
فحمّلتُه شوقا حوته ضمائرى |
|
تميد له أعلام رَضْوَى (١) ولُبْنانُ |
«واستنشدته شيئا آخر من شعره فقال : كان أخى قليل الشعر ، لم يكن له به تلك العناية ، وما أعرف الآن له غير هذا».
ومن شعره ما أنشد للأتابك صاحب الموصل ، وقد زَلّت به بغلته :
إن زلَّت البغلة من تحته |
|
فإن فى زَلّتها عذرا |
حَمَّلها من علمه شاهقا |
|
ومن ندى راحته بحرا |
قال ابن خلِّكان : «وهذا معنى مطروق ، وقد جاء فى الشعر كثيرا».
* * *
شيوخه ومن رووا عنه :
تلمذ أبو السعادات لطائفة من العلماء الأجلاء ، فقرأ الأدب والنحو على ناصح الدين أبى محمد سعيد ابن المبارك بن على بن الدهّان البغدادى النحوى ، المتوفى سنة (٥٦٩ ه) (٢).
وأبى الحرم مكّىّ بن ريّان بن شَبَّةَ بن صالح الماكِسِينىّ النحوى الضرير ، نزيل الموصل ، المتوفى سنة (٦٠٣ ه) (٣).
__________________
(١) جبل بالمدينة.
(٢) إنباه الرواه ٢ / ٤٧ ، وبغية الوعاه ٢٥٦
(٣) الإنباه ٣ / ٣٢٠ ، والبغية ٣٩٧