هذه الأمور تُفعل في غالب بلاد الإسلام ، ظاهرة غير خفيّة.
بل ـ كما قال الشيخ ـ : صارت مأكلاً لكثيرٍ من الناس ، وأيضاً يسافرون إليها من جميع الأمصار أعظم ممّا يسافرون إلى الحجّ.
ومع هذا كلّه ، فأخبرونا برجلٍ واحدٍ من أهل العلم ، أو أهل السيف قال مقالتكم هذه!؟
بل ، أجروا عليهم أحكام أهل الإسلام.
فإذا كانوا كفّاراً ، عُبّاد أصنامٍ بهذه الأفاعيل ، والعلماء والأمراء أجروا عليهم أحكام الإسلام فهم بهذا الصنيع ـ أي العلماء والأمراء ـ كفّار ـ لأنّ من لم يكفّر أهل الشرك الذين يجعلون مع الله الهاً آخر فهو كافر ـ فحينئذٍ ليسوا من هذه الأمّة ، بل كفّار سلّطهم الله على هذه الامّة ، فاستباحوا بيضتهم.
وهذا يردّ هذا الحديث ، وهو ظاهرٌ من الحديث لمن تدبّره.
والله الموفق لا ربّ غيره.
فإن قلت : روى هذا الحديث بعينه البرقاني (١) ، وزاد فيه : إنّما أخاف على أمّتي الأئمّة المضلّين ، وإذا وضع عليهم السيف لم يُرفع إلى يوم القيامة ، ولا تقوم الساعة حتّى يلحق حيٌّ من أمّتي بالمشركين ، وحتّى تعبد فئامٌ من أمّتي الأوثان ، وأنّه يكون في أمّتي كذّابون ثلاثون ، كلّهم يزعم أنّه نبيٌّ ، وأنا خاتم النبيّين لا نبيَّ بعدي ، ولا تزال طائفة من أمّتي على الحقّ منصورة ، لا يضرّهم من خذلهم حتّى يأتي أمر الله تعالى.
قلت : وهذا أيضاً حُجّة عليكم ، يُوافق الكلام الأوّل أنّ قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إنّما أخاف على أمّتي الأئمّة المضلّين.
__________________
(١) سنن أبي داود : ٤ / ٩٧ ح ٤٢٥٢ كتاب الفتن والملاحم.