قال : وحُكي لنا أنّ بعض المجاورين بالمدينة إلى قبر النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم اشتهى عليه نوعاً من الأطعمة ، فجاء بعض الهاشميّين إليه
فقال : إنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بعث لك هذا ، وقال : اخرج من عندنا ، فإنّ من يكون عندنا
لا يشتهي مثل هذا.
قال الشيخ : وآخرون قُضيت حوائجهم ولم يقل لهم مثل ذلك ، لاجتهادهم ،
أو تقليدهم ، أو قصورهم في العلم ، فإنّه يغفر للجاهل ما لا يغفر لغيره ، ولهذا
عامّة ما يُحكى في هذا الباب إنّما هو عن قاصري المعرفة ، ولو كان هذا شرعاً أو
ديناً لكان أهل المعرفة أولى به.
فَفَرْقٌ بين
العفو عن الفاعل والمغفرة له ، وبين إباحة فعله.
وقد علمتُ جماعةً
ممّن سأل حاجته لبعض المقبورين من الأنبياء والصالحين ، فقُضيت حاجته.
وهؤلاء يخرج ممّا
ذكرته ، وليس ذلك بشرعٍ فيُتّبع.
وإنّما يثبت
استحباب الأفعال واتخاذها ديناً بكتاب الله وسُنّة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وما كان عليه السابقون الأوّلون.
وما سوى هذا من
الأمور المحدثة فلا تستحبّ ، وإن اشتملت أحياناً على فوائد .
وقال أيضاً : صارت النذور المحرّمة في الشرع مأكل السدنة ، والمجاورين
العاكفين على بعض المشاهد وغيرها ، وأولئك الناذرون يقول أحدهم : مرضت فنذرت ،
ويقول الآخر : خرج عليّ المحاربون فنذرت ، ويقول الآخر : ركبت البحر
__________________