وقال : إنّي لم
أُومر أن أنقّب عن قلوب الناس ، ولا أشقّ بطونهم.
وكان إذا استؤذن
في رجلٍ يقول : أليس يصلّي؟ أليس يشهد؟ فإذا قيل له : إنّه منافق ، قال ذلك.
فكان حكمه في
دمائهم وأموالهم كحكمه في دماء غيرهم ، ولا يستحلّ منها شيئاً ، مع أنّه يعلم نفاق
كثيرٍ منهم ، انتهى كلام الشيخ.
قال ابن القيّم في
(إعلام الموقّعين) :
قال الإمام
الشافعيّ : فرض الله سبحانه طاعته على خلقه ، ولم يجعل لهم من الأمر شيئاً ، وأنْ
لا يتعاطوا حكماً على عيب أحدٍ بدلالةٍ ولا ظنٍّ ، لقصور علمهم عن علم أنبيائه
الذين فرض عليهم الوقوف عمّا ورد عليهم حتّى يأتيهم أمره ، فإنّه سبحانه ظاهَرَ
عليهم الحُجج ، فما جعل عليهم الحكم في الدنيا إلّا بما ظهر [من] المحكوم عليه.
ففرض على نبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّ يقاتل أهل الأوثان حتّى يسلموا ، فيحقن دمائهم إذا
أظهروا الإسلام.
واعلم أنّه لا
يعلم صدقهم بالإسلام إلّا الله تبارك وتعالى ، ثمّ أطلع الله رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم على قومٍ يظهرون الإسلام ويسرّون غيره ، ولم يجعل له أنْ
يحكم عليهم بخلاف حكم الإسلام ، ولم يجعل له أن يقضي عليهم في الدنيا بخلاف ما
أظهروا.
فقال تعالى لنبيّه
صلىاللهعليهوآلهوسلم : (قالَتِ الْأَعْرابُ
آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا) يعني أسلمنا بالقول مخافة القتل والسبا.
ثمّ أخبر أنّه
يجزيهم إن أطاعوا الله تعالى ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، يعني : إن أحدثوا
__________________