وجعل اقتفاء أثر
هذه الأمّة واجباً على كلّ أحدٍ بقوله تعالى : (وَيَتَّبِعْ غَيْرَ
سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ ما تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَساءَتْ
مَصِيراً) .
وجعل إجماعهم
حُجّةً قاطعةً لا يجوز لأحدٍ الخروج عنه ، ودلائل ما ذكرنا معلومة عند كلّ من له
نوع ممارسةٍ في العلم.
اعلم : أنّ ما جاء
به محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم أنَّ الجاهل لا يستبدّ برأيه ، بل يجب عليه أن يسأل أهل
العلم ، كما قال تعالى : (فَسْئَلُوا أَهْلَ
الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) * ، وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : هلّا إذا لم يعلموا سألوا ، فإنّما دواء العيّ السؤال . وهذا إجماع.
[إجماع الامّة على شرائط الاجتهاد]
قال في غاية
السئول : قال الإمام أبو بكرٍ الهرويّ : أجمعت العلماء قاطبةً على أنّه لا يجوز
لأحدٍ أن يكون إماماً في الدين والمذهب المستقيم حتّى يكون جامعاً هذه الخصال ،
وهي :
أن يكون حافظاً
للغات العرب واختلافها ، ومعاني أشعارها وأصنافها.
واختلاف العلماء
والفقهاء.
ويكون عالماً
فقيهاً ، وحافظاً للإعراب وأنواعه والاختلاف.
عالماً بكتاب الله
، حافظاً له ، ولاختلاف قراءته ، واختلاف القرّاء فيها ، عالماً بتفسيره ، ومحكمه
ومتشابهه ، وناسخه ومنسوخه ، وقصصه.
__________________