المؤلّف ، عن
معارضته للدعوة ، وأنّه كتب في ذلك رسالة (!) مطبوعة (!!)
كذا قال في
الأعلام (٣ / ١٣٠).
والغريب ، أنّ
الزركلي الذي يؤكّد على وجود هذه الرسالة ، مع غرابة ذكرها عنده ، وعدم معروفيتها
وعدم ذكرها في فهارس الكتب المطبوعة وعدم تحديد اسمٍ معيّنٍ لها ، إلّا أن يكون
أحَدُ الدعاة افتعلها ونحلها إلى الشيخ سليمان!!؟
فإنّ الزركلي قد
أغفل ذكر اسم كتاب للشيخ سليمان وهو (فصل الخطاب) المسمى بالصواعق الإلهية ،
كتابنا هذا ، المطبوع مكرّراً ، والمشهور النسبة إلى المؤلّف ، والمذكور في كتب
التراجم والفهرسة.
إنّ إغفاله لاسم
هذا الكتاب ، قرينة على إعماله للهوى والغرض في ترجمة سليمان ، ولا يُستبعد أنّه
تعمّد ذكر تلك الرسالة ليشوّه على القرّاء ، ويقدّم دليلاً على ما زعمه كذباً ، من
اتهام سليمان بالندم عن المعارضة للدعوة.
ونقول : وحتى لو
لفّق احد الدعاة رسالةً منسوبة إلى الشيخ سليمان ، فإنّ ذلك لا يقلّل ـ أبداً ـ من
أهميّة كتابنا هذا.
فإنّ تلك الرسالة
، لم تذكر ، ولا لها أثر إلّا عند الزركلي وأمثاله من الدعاة.
ومع ذلك ، فإنّ ما
أودعه الشيخ سليمان في هذا الكتاب القيّم (فصل الخطاب) من الأدلة القويمة والحجج
المحكمة ، والبراهين الواضحة والاستدلالات بالآيات وصحاح الروايات ، والكلام
المقنع ... لا يمكن لأحد العدول عنه ، ولا الإعراض عن اتباع مدلوله ومؤدّاه ، حتى
لنفس المؤلّف.
وليس المهمّ ـ بعد
وضوح الأدلّة وقوّة الاحتجاج ـ : مَن قالها! وإنّما المهمّ ما قاله من الحقّ
والصدق والصواب.
نعم ، لو كان
مؤلّف ثابتاً على مواقفه حتى آخر حياته ـ كما كان مؤلّفنا ـ فهو دليل على واقعيته
، وعدم انجرافه مع التيّارات الدنيوية ، وعدم اغتراره