فإذا كانت هذه أوصافهم بنصّ الصادق المصدوق ، فكيف؟ وهذه الأمور التي تكفّرون بها ملأت بلاد الإسلام من أكثر من سبعمائة عامٍ؟
وأنتم تزعمون أنّ هذه عبادة غير الله.
وأنّ هذه الوسائط المذكورة في القرآن.
ومع هذا لم يذكر في زمنٍ من الأزمان أنّ أحداً قال ما قلتم ، أو عمل ما عملتم.
بل ما تجدون ما تحتجّون لشبهتكم إلّا أنّ عليّاً قتل من قال : «أنت الله» ، وأنّ الصدّيق قاتل أهل الردّة.
أو بعبارةٍ مجملة : يعرف كلّ من له ممارسة في العلم ، أنّ مفهومكم هذا منها ضحكة.
فالحمد لله على زوال الالتباس والاشتباه.
أما والله ، إنّ هذا الحديث وحده يكفي في بطلان قولكم ـ لو كان ثَمّ أذُنٌ واعية ـ.
نسأل الله أن ينقذكم من الهلكة ، إنّه جوادٌ كريم.
فصل
وممّا يدلّ على بطلان مذهبكم :
ما في الصحيحين (١) عن أبي هريرة رضى الله عنه ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال : رأس الكفر نحو المشرق ، وفي رواية : الإيمان يمانيّ ، والفتنة من هاهنا ، حيث يطلع قَرْن الشيطان.
__________________
(١) صحيح مسلم : ٥ / ١٠٤ ح ٩٠٠٨٨ ، وص ٤٢٣ ح ٤٦ ، وص ٤٢٤ ح ٤٨ كتاب الفتن.