قال : ليس أعنيك النبيذ إنما (١) أعنيك المسكر ، فقال : شيعتنا أزكى وأطهر أن يجري للشيطان في أمعائهم رسيس (٢) ، وإن فعل ذلك المخذول منهم فيجد ربا رءوفا ونبيا بالاستغفار عطوفا ووليا له عند الحوض ولوفا وتكون أنت وأصحابك ببرهوت (٣) ملهوفا (٤) ، فأفحم الرجل وسكت ، ثم قال : ليس أعنيك المسكر إنما أعنيك الخمر ، فقال أبو عبد الله : سلبك الله لسانك ما لك تؤذينا في شيعتنا منذ اليوم ، أخبرني أبي عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي بن أبي طالب عليهالسلام عن رسول الله صلىاللهعليهوآله عن جبرئيل عن الله أنه قال : يا محمد إنني حظرت الفردوس على جميع النبيين حتى تدخلها أنت وعلي وشيعتكما إلا من اقترف منهم كبيرة فإني أبلوه في ماله أو بخوف من سلطان حتى تلقاه الملائكة بالروح والريحان وأنا عليه غير غضبان فيكون ذلك حلا لما كان منه فهل عند اصحابك هؤلاء شيء من هذا فلم أو دع (٥).
الحديث الرابع :
ما رواه عن أبي الصباح الكناني قال : كنت أنا وزرارة عند أبي عبد الله عليهالسلام ، فقال : لا تطعم النار أحدا وصف هذا الأمر فقال : زرارة إن ممن يصف هذا الأمر يعمل بالكبائر؟! فقال : أو ما تدري ما كان أبي يقول في ذلك؟! إنه كان يقول إذا ما اصاب المؤمن من تلك الموجبات (٦) شيئا ابتلاه الله ببلية في جسده أو بخوف يدخله الله عليه حتى يخرج من الدنيا وقد خرج من ذنوبه (٧) ..
__________________
(١) في نسخة الأصل : وإنما.
(٢) الرسيس : من الرس أول مس الحمى (مجمل اللغة ٢ / ٣٥٨).
(٣) اسم واد باليمن ، قيل : هو بقرب حضرموت ، جاء أن فيه أرواح الكفار ، وقيل بئر بحضرموت ، وقيل هو اسم البلد الذي فيه البئر ، رائحتها منتنة جدا ، المراصد ١ / ١٩٠.
(٤) في نسخة الأصل : عكوفا.
(٥) التمحيص ، ص ٣٩ ـ ٤٠ ، ح ٤٠.
(٦) في نسخة البحار : الموبقات.
(٧) التمحيص ص ٤٠ ، ح ٤١ ، البحار ٦٨ / ص ١٤٦ ، ح ٩٣.