فغضب وحولق وعاد في الحال وأخذ الصبيّ معه ، وأطعمه أطيب الطعام وأعطاه من المال ما أغناه.
فراهان
قرية من قرى همذان مشهورة ، بها مملحة عجيبة ، وهي بحيرة أربعة فراسخ في أربعة ، فإذا كان أيّام الخريف واستغنى الناس من أهل تلك الناحية عن سقي المزارع والبساتين صوّبوها إلى تلك البحيرة. فإذا جاء الربيع والصيف واحتاج الناس إلى الماء انقطع عن البحيرة انصبابه ، فما بقي فيها يصير ملحا يأخذه الناس ويحملونه إلى البلاد.
ومن عجائبها أن الناس إن منعوا عنها لم تنعقد ملحا بل ينصبّ ولا يبقى له أثر ، وإن لم يمنع الناس عنها تصير ملحا ؛ قال ابن الكلبي : إنّه طلسم من عمل بليناس. وكان بفراهان سبخة يغوص فيها الراكب بفرسه والجمل بحمله ، فاتّخذ لذلك طلسما استراح الناس عنه.
فم الدبل
قرية من قرى واسط على شاطىء شعبة من دجلة ، منسوبة إلى الرفيعية ، وهم مشايخ تلك الناحية وبيتهم بيت مبارك. عادتهم ضيافة الناس وخدمة الصلحاء والفقراء المسافرين والقاطنين ، وفي فقرائهم جمع قالوا يأكلون الحيّات ، وقوم قالوا يدخلون النار ، وغير ذلك من الأمور العجيبة. وهم أقوام في زيّ الفقراء براء من التكلّف ، ولا أدب لهم إلّا خدمة الناس ولا يفرحون إلّا به.
فنك
قلعة حصينة على قلّة جبل عال بقرب جزيرة ابن عمر ، على فرسخين منها ، وعلى القلعة قلّة مرتفعة عنها ارتفاعا كثيرا من صخرة كبيرة ، وهي قلعة مستقلّة