هيئة أخرى فلا
يكون الإحساس بمحسوس واحد بل بمحسوسين هذا خلف والثاني باطل لأنه لم تحصل عند
الاجتماع هيئة أخرى كان السواد غير محسوس وإن حدث كان الحادث هو السواد وهو معلول
الجزءين وهو خارج عنهما فيكون التركيب في قابل السواد أو فاعله لا فيه هذا خلف.
قال
: وإذا اعتبر عروض العموم ومضايفه فقد تتباين وقد تتداخل.
أقول : هذه القسمة باعتبار عروض العموم ومضايفه أعني الخصوص
للأجزاء فإنا إذا اعتبرنا عروضهما للأجزاء حدثت هذه القسمة وذلك لأن أجزاء الماهية
إما أن يكون بعضها أعم من البعض فتسمى المتداخلة أو لا تكون فتسمى المتباينة.
والمتداخلة قد
يكون العام عاما مطلقا إما متقوما بالخاص وموصوفا به كالجنس ومضايفه الفصل ، أو
صفة له كالموجود المقول على المقولات العشر ، أو مقوما للخاص كالنوع الأخير المقوم
لخواصه المطلقة ، وقد يكون مضافا كالحيوان والأبيض.
والمتباينة ما
يتركب عن الشيء وإحدى علله أو معلولاته أو غيرهما إما بعضها عدمي كالأول أو كلها
وجودية حقيقية متشابهة كالآحاد في العدد ، أو مختلفة إما معقولة كالمادة والصورة
والعفة والحكمة في العدالة ، أو محسوسة كاللون والشكل في الخلقة والسواد والبياض
في البلقة ، أو بعضها إضافي كالسرير المعتبر في تحققه نوع نسبة ، أو كلها كذلك
كالأقرب والأبعد فهذه أصناف المركبات.
قال
: وقد تؤخذ مواد وقد تؤخذ محمولة.
أقول : أجزاء الماهية قد ينظر إليها باعتبار كونها مواد فتكون
أجزاء حقيقية ولا تحمل على المركب حمل هو هو لاستحالة كون الكل هو الجزء ، وقد
ينظر إليها باعتبار كونها محمولة صادقة على المركب.
مثاله الحيوان قد
يؤخذ مع الناطق فيكون هو الإنسان نفسه ، وقد يؤخذ بشرط التجرد والخلو عن الناطق
وهو الماهية بشرط لا شيء كما تقدم تحقيقه فيستحيل حمله على المجموع