بالاشتراك : أحدها كون الشيء بحيث يشار إليه إشارة حسية أنه هنا أو هناك فالنقطة ذات وضع بهذا الاعتبار دون الوحدة. وثانيها هيئة تعرض للجسم بسبب نسبة أجزائه بعضها إلى بعض. والثالث هيئة تعرض للجسم بسبب نسبة أجزائه بعضها إلى بعض وبسبب نسبة أجزائه إلى الأمور الخارجة عنه وهذا هو المقولة المذكورة هنا كالقيام فإنه يفتقر إلى حصول نسبة الأجزاء ونسبة لها إلى الأمور الخارجية مثل كون رأس القائم من فوق ورجلاه من أسفل ولو لا هذه النسبة لكان الانتكاس قياما وإلى هذا أشار بقوله باعتبار نسبتين أي باعتبار نسبة الأجزاء بعضها إلى بعض وباعتبار نسبة الأجزاء إلى الأمور الخارجية.
قال : وفيه تضاد وشدة وضعف.
أقول : قد يقع في الوضع تضاد كالقيام والانتكاس فإنهما هيئتان وجوديتان بينهما غاية الخلاف متعاقبتان على موضوع واحد فيكونان متضادين وقد يقع فيه أيضا شدة وضعف فإن الانتصاب والانتكاس قد يقبلان الشدة والضعف.
المسألة الثامنة
في الملك
قال : السابع الملك وهو نسبة التملك.
أقول : قال أبو علي إن مقولة الملك لم أحصلها إلى الآن ويشبه أن تكون عبارة عن نسبة الجسم إلى حاو له أو لبعض أجزائه كالتسلح والتختم فمنه ذاتي كحال الهرة عند إهابها ، ومنه عرضي كبدن الإنسان عند قميصه وأما المصنف ـ رحمهالله ـ فإنه حصل هذه المقولة وبين أنها عبارة عن نسبة التملك قال ـ رحمهالله ـ ولخفائها عبر المتقدمون عنها بعبارات مختلفة كالجدة والملك وله.