فاصل هو زمان عدم الميل فيكون الجسم ساكنا فيه وهو المطلوب.
قال : والسكون حفظ النسب فهو ضد.
أقول : اختلف الناس في تحقيق ماهية السكون وأنها هل هي وجودية أو عدمية فالمتكلمون على الأول فجعلوه عبارة عن حصول الجسم في حيز واحد أكثر من زمان واحد والحكماء على الثاني قالوا إنه عدم الحركة عما من شأنه أن يتحرك والمصنف ـ رحمهالله ـ اختار قول المتكلمين وهو أنه وجودي وأن مقابلته للحركة تقابل الضدية لا تقابل العدم والملكة وجعله عبارة عن حفظ النسب بين الأجسام الباقية على حالها.
قال : يقابل الحركتين.
أقول : يمكن أن يفهم من هذا الكلام معنيان : أحدهما أنه إشارة إلى الصحيح من الخلاف الواقع بين الأوائل من أن المقابل للحركة هو السكون في مبدإ الحركة لا نهايتها ، أو أن السكون مقابل للحركة من مكان السكون وإليه. والحق هو الأخير لأن السكون ليس عدم حركة خاصة وإلا لكان المتحرك إلى جهة ساكنا في غير تلك الجهة بل هو عدم كل حركة ممكنة في ذلك المكان واحتج الأولون بأن السكون في النهاية كمال للحركة وكمال الشيء لا يقابله.
والجواب أن السكون ليس كمالا للحركة بل للمتحرك. الثاني أن السكون ضد يقابل الحركة المستقيمة والمستديرة معا وذلك لأنه لما بين أن السكون عبارة عن حفظ النسب وكان حفظ النسب إنما يتم ببقاء الجسم في مكانه على وضعه وجب أن يكون السكون مقابلا للحركة المستقيمة والمستديرة معا لانتفاء حفظ النسب فيهما.
قال : وفي غير الأين حفظ النوع.
أقول : لما بين أن السكون عبارة عن حفظ النسب وكان ذلك إنما يتحقق في السكون في المكان لكن ليس كل سكون في مكان ، وجب عليه أن يفسر السكون في غير الأين من