والضعيف القريب.
قال
: ويستحيل بقاؤه لوجوب إدراك الهيئة الصورية.
أقول : الصوت يستحيل عليه البقاء خلافا للكرامية والدليل عليه
أنا إذا سمعنا لفظة زيد أدركنا الهيئة الصورية أعني ترتيب الحروف وتقديم بعضها على
بعض ولو كانت أجزاء الحروف باقية لم يكن إدراك هذا الترتيب أولى من باقي التركيبات
الخمسة.
قال
: ويحصل منه آخر.
أقول : الصوت إنما يحصل باعتبار التموج في الهواء الواصل إلى
سطح الصماخ وقد بينا وجوده في الخارج فإذا تأدى التموج إلى جسم كثيف مقاوم لذلك
التموج رده فحصل منه تموج آخر وحصل من ذلك التموج الآخر صوت آخر هو الصدى والظاهر
أن هذا الصدى إنما يحصل من تموج الهواء الحاصل بين الهواء المتموج المتوجه إلى
المقاوم وبين ذلك المقاوم لا من الهواء المتوجه بعد صدمه للمقابل وإن كان فيه
احتمال ، وكلام المصنف ـ رحمهالله ـ محتمل لهما لأن قوله ويحصل منه آخر يحتمل كلا المعنيين.
قال
: وتعرض له كيفية مميزة ، تسمى باعتبارها حرفا.
قوله : تعرض للصوت كيفية يتميز بها عن صوت آخر مثله تميزا في
المسموع يسمى الصوت باعتبار تلك الكيفية حرفا وهي حروف التهجي وحصرها غير معلوم
بالبرهان.
قال
: إما مصوت أو صامت ، متماثل أو مختلف بالذات أو بالعرض.
أقول : تنقسم الحروف إلى قسمين مصوت وصامت فالمصوت هو حرف المد
واللين أعني الواو والألف والياء وهي إنما تحصل في زمان ، وإما صامت وهو ما عداها
والصامت إما متماثل كالجيم والجيم أو مختلف والمختلف إما بالذات كالجيم والحاء أو