إلى المادة جزء فاعل لأن الفاعل في المادة هو المبدأ الفياض بواسطة الصورة المطلقة.
قال : وهو واحد.
أقول : ذكر الأوائل أن الصورة المقومة للمادة لا تكون فوق واحدة لأن الواحدة إن استقلت بالتقويم استغنت المادة عن الأخرى وإن لم تستقل كان المجموع هو الصورة وهو واحد فالصورة واحدة.
المسألة الخامسة عشرة
في العلة الغائية
قال : والغاية علة بماهيتها لعلية العلة الفاعلية ، معلولة في وجودها للمعلول.
أقول : الغاية لها اعتباران يحصل لها باعتبارهما التقدم والتأخر بالنسبة إلى المعلول وذلك لأن الفاعل إذا تصور الغاية فعل الفعل ثم حصلت الغاية بحصول الفعل فماهية الغاية علة لعلية الفاعل إذ لو لا تلك الماهية وحصولها في علم الفاعل لما أثر ولا فعل الفعل فإن الفاعل للبيت يتصور الاستكنان أولا فيتحرك إلى إيجاد البيت ثم يوجد الاستكنان بحصول البيت فماهية الاستكنان علة لعلية الفاعل ووجوده معلول للبيت ولا امتناع في أن يكون الشيء الواحد متقدما ومتأخرا باعتبارين.
قال : وهي ثابتة لكل قاصد.
أقول : كل فاعل بالقصد والإرادة فإنه إنما يفعل لغرض ما وغاية ما وإلا لكان عابثا على أن البعث لا يخلو عن غاية أما الحركات الأسطقسية فقد أثبت الأوائل لها غايات لأن الحبة من البر إذا رميت في الأرض الطيبة وصادفها الماء وحر الشمس فإنها تنبت سنبلة وهذه التأدية على سبيل الدوام أو الكثرة فيكون ذلك غاية طبيعية ومنع ذلك جماعة لعدم الشعور في الطبيعة فلا يعقل لها غاية وأجابوا بأن الشعور يفيد تعيين الغاية لا تحصيلها.