(فَقَضاهُنَّ سَبْعَ
سَماواتٍ فِي يَوْمَيْنِ) : أي الخميس والجمعة ولذا سميت الجمعة جمعة لاجتماع الخلق
فيها.
(وَأَوْحى فِي كُلِّ
سَماءٍ أَمْرَها) : أي ما أراد أن يكون فيها من الخلق والأعمال.
(وَزَيَّنَّا
السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ) : أي بنجوم.
(وَحِفْظاً) : أي وحفظناها من إستراق الشياطين السمع بالشهب الموجودة
فيها.
(ذلِكَ تَقْدِيرُ
الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) : أي خلق العزيز في ملكه العليم بخلقه.
معنى الآيات :
إنه بعد الإصرار
على التكذيب والإنكار من المشركين أمر تعالى رسوله أن يقول لهم (قُلْ أَإِنَّكُمْ
لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ) إن كفرهم عجب منكم هل تعلمون بمن تكفرون إنكم لتكفرون
بالذي خلق الأكوان كلها علويها وسفليها في ستة أيام ، أين يذهب بعقولكم يا قوم أتستطيعون
جحود الله تعالى وجحود آياته وهذه الأكوان كلها آيات شاهدات على وجوده وقدرته
وعلمه وحكمته وموجبة له الربوبية عليها والألوهية له فيها دون غيره من سائر خلقه
وأعجب من ذلك أنكم (تَجْعَلُونَ لَهُ
أَنْداداً) أي شركاء تسوونهم به وهم أصنام لا تسمع ولا تبصر فكيف
تسوّى بالذي خلق الأرض في يومين أي الأحد والاثنين ، وهو رب العالمين أجمعين أي رب
كل شيء ومليكه ومالكه.
وقوله تعالى في
الآية الثانية (١٠) (وَجَعَلَ فِيها) أي في الأرض رواسي أي جبالا ثوابت ترسو في الأرض حتى لا
تميد بأهلها ولا تميل فيخرب كل شيء عليها ، (وَبارَكَ فِيها) بكثرة المياه والرزق والضروع والخيرات (وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها) تقديرا يعجز البيان عن وصفه ، والقلم عن رقمه والآلات
الحاسبة عن عدّه. وذلك كله من الخلق والتقدير (فِي أَرْبَعَةِ
أَيَّامٍ سَواءً) لمن يسأل عنها إنها الأحد والأثنين والثلاثاء والأربعاء أي
مقدرة بأيامنا هذه التي تكونت نتيجة الشمس والقمر والليل والنهار فلا تزيد يوما
ولا تنقص آخر.
__________________