(فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ) (١) أي رأته من بعد فكانت تمشي على شاطىء النهر وتلاحقه النظر من بعد حتى رأته انتهى إلى فرع الماء الذى دخل إلى قصر فرعون فعلمت أنه قد دخل القصر. وقوله تعالى : (وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) أي لا يشعرون أنها أخته لما كانت تلاحقه النظر وتتعرف إليه من بعد.
هداية الآيات :
من هداية الآيات :
١ ـ بيان تدبير الله تعالى لأولياء وصالحي عباده وتجلى ذلك فى الوحي إلى أم موسى بارضاعه وإلقائه في البحر والتقاط آل فرعون له ليتربى في بيت الملك عزيزا مكرما.
٢ ـ بيان سوء الخطيئة وآثارها السيئة وعواقبها المدمرة وتجلى ذلك فيما حل بفرعون وهامان وجنودهما.
٣ ـ فضيلة الرجاء تجلت فى قول آسية «قرة عين لي ولك» فقال فرعون : أمّالي فلا. فكان موسى قرة عين لآسية ولم يكن لفرعون.
٤ ـ بيان عاطفة الأمومة حيث أصبح فؤاد أم موسى فارغا إلا من موسى.
٥ ـ بيان عناية الله بأوليائه حيث ربط على قلب أم موسى فصبرت ولم تبده لهم وتقول هو ولدي ليمضي وعد الله تعالى كما أخبرها. والحمد له رب العالمين.
(وَحَرَّمْنا عَلَيْهِ الْمَراضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ ناصِحُونَ (١٢) فَرَدَدْناهُ إِلى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَلا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (١٣) وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوى آتَيْناهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (١٤) وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِها فَوَجَدَ فِيها رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هذا مِنْ شِيعَتِهِ وَهذا مِنْ عَدُوِّهِ
__________________
(١) (عَنْ جُنُبٍ) أي : من مكان جنب أي : جانب وناحية قال قتادة : تنظر إليه بناحية كأنها لا تريده.