أَنْ يَنْفَعَنا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (٩) وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغاً إِنْ كادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْ لا أَنْ رَبَطْنا عَلى قَلْبِها لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (١٠) وَقالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (١١))
شرح الكلمات :
(وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى) : أعلمناها أن ترضع ولدها الرضعات الأولى التي لا بد منها ثم تضعه في تابوت ثم تلقيه في اليم.
(فِي الْيَمِ) : أي في البحر وهو نهر النيل.
(وَلا تَخافِي وَلا تَحْزَنِي) : أي لا تخافي أن يهلك ولا تحزني على فراقه ، إنا رادوه إليك.
(فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ) : أي أعوانه ورجاله.
(لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً) : أي في عاقبة الأمر ، فاللام للعاقبة والصيرورة.
(قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ) : أي تقربه عيني وعينك فنفرح به ونسر.
(وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغاً) : أي من كل شىء إلا منه عليهالسلام أي لا تفكر فى شيء إلا فيه.
(إِنْ كادَتْ لَتُبْدِي بِهِ) : أي قاربت بأن تصرخ أنه ولدها وتظهر ذلك.
(وَقالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ) : أي اتبعي أثره حتى تعرفي أين هو.
(فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ) : أي لاحظته وهي مختفيه تتبعه من مكان بعيد.
معنى الآيات :
هذه بداية قصة موسى مع فرعون وهو طفل رضيع إلى نهاية هلاك فرعون في ظرف طويل بلغ عشرات السنين. بدأ تعالى بقوله تعالى : (وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى) (١) أي أعلمناها من طريق الإلقاء في القلب (أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذا خِفْتِ عَلَيْهِ) آل فرعون الذين يقتلون مواليد بني إسرائيل الذكور في هذه السنة (فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِ) أي بعد أن تجعليه في تابوت أي صندوق
__________________
(١) اختلف هل كان هذا الوحي إلهاما أو كان مناما أو أتاها ملك؟ والأقرب أنها أتاها ملك مع الإجماع أنها لم تكن نبيّة وإنما أرسل إليها الملك فكلمها على نحو تكليم الملك للأقرع والأبرص والأعمى في حديث الصحيحين ، ولم يعرف لها اسم على الصحيح ، وقال السهيلي اسمها يارخت.