إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (٢٨) إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتابَ اللهِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجارَةً لَنْ تَبُورَ (٢٩) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (٣٠))
شرح الكلمات :
(ثَمَراتٍ مُخْتَلِفاً أَلْوانُها) : أي كأحمر وأخضر وأصفر وأزرق وغيره.
(وَمِنَ الْجِبالِ جُدَدٌ) : أي طرق في الجبال إذ الجدة الطريق ومنه جادة الطريق.
بيض وحمر مختلف ألوانه : أي طرق وخطط في الجبال ذات ألوان كالجبال أيضا.
(وَغَرابِيبُ سُودٌ) (١) : منها الأبيض والأصفر والأسود الغربيب.
(وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعامِ) : فمنها أبيض وهذا أحمر وهذا أسود.
(مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ كَذلِكَ) : أي كاختلاف الثمار والجبال والطرق فيها.
(إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ) : أي العالمين بجلاله وكماله ، إذ الخشية متوقفة على معرفة المخشيّ.
(يَتْلُونَ كِتابَ اللهِ) : أي يقرأونه تعبدا به.
(تِجارَةً لَنْ تَبُورَ) : أي لن تهلك ولن تضيع بدون ثواب عليها.
(غَفُورٌ شَكُورٌ) : أي غفور لذنوب عباده التائبين شكور لأعمالهم الصالحة.
معنى الآيات :
هذا السياق الكريم (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً) (٢) في بيان تفاوت المخلوقات واختلافاتها فمن مؤمن إلى كافر ، ومن صالح إلى فاسد ومن أبيض إلى أحمر أو أسود وابتدأه تعالى بخطاب رسوله مقررا له بقوله (أَلَمْ تَرَ) أي ألم تبصر بعينك أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها ما بين تمر أصفر وآخر أحمر ، وآخر أسود وهذا واضح في التمر
__________________
(١) الغربيب : الشديد السواد ففي الكلام تقديم وتأخير إذ المعنى ومن الجبال سود غرابيب إذ العرب تقول للأسود شديد السواد كلون الغراب أسود غربيب.
(٢) من هداية هذه الآية الإشارة الواضحة إلى وجود اختلاف بشرى جبلّي فطري كما هو في سائر الكائنات الأرضية ، وفي النباتات والحيوانات وحتى الجبال والمعادن ومن عرف هذا هان عليه اختلاف الناس ولم يحزن له ولم يهتم ويكرب.