مراعاة لمقام
رسوله محمد صلىاللهعليهوسلم وقوله تعالى : (وَإِذا
سَأَلْتُمُوهُنَ مَتاعاً) أي طلبتم شيئا من الأمتعة التى توجد في البيت كإناء ونحوه
فاسألوهن من وراء حجاب أي باب وستر ونحوهما لا مواجهة لحرمة النظر إليهن. وقوله
ذلكم أطهر لقلوبكم أنتم أيها الرجال وقلوبهن أيتها الأمهات أطهر أي من خواطر السوء
الفاسدة التي لا يخلو منها قلب الإنسان إذا خاطب فحل أنثى أو خاطبت امرأة فحلا من
الرجال.
وقوله تعالى : (وَما كانَ لَكُمْ) أي ما ينبغي ولا يصح أن تؤذوا رسول الله أي أذى ولا أن
تنكحوا أزواجه من بعده أي ولا أن تتزوجوا بعد وفاته نساءه فإنهن محرمات على الرجال
تحريم الأمهات تحريما مؤبدا لا يحل بحال ، وقوله تعالي : (إِنَ ذلِكُمْ) أي المذكور من أذى رسول الله والزواج من بعده بنسائه كان
عند الله أي في حكمه وقضائه وشرعه ذنبا عظيما لا يقادر قدره ولا يعرف مدى جزائه
وعقوبته إلا الله.
هذا ما دلت عليه
الآية الأولى (٥٣) وقوله تعالى (إِنْ تُبْدُوا
شَيْئاً) أي تظهروه أو تخفوه أي تستروه يريد من الرغبة في الزواج من
نساء الرسول بعد موته صلىاللهعليهوسلم فإن الله كان بكل شيء عليما وسيجزيكم بتلك الرغبة التي
أظهرتموها أو أخفيتموها في نفوسكم شرّ الجزاء وأسوأه. فاتقوا الله وعظموا ما عظم
من حرمات رسوله صلىاللهعليهوسلم. هذا ما دلت عليه الآية (٥٤).
وقوله تعالى في
الآية (٥٥) لا جناح عليهن أي لا تضييق ولا حرج ولا إثم على النساء المؤمنات من أزواج
النبي صلىاللهعليهوسلم وغيرهن من نساء المؤمنين في أن يظهرن وجوههن ويكلمن بدون
حجاب أي وجها لوجه آباءهن الأب والجد وان علا ، وابناءهن الابن وابن الابن وان نزل
وابن البنت كذلك وان نزل. واخوانهن وابناء اخوانهن وان نزلوا وأبناء اخواتهن وان
نزلوا ، ومما ليكهن من إماء وعبيد.
وقوله تعالى (وَاتَّقِينَ اللهَ
إِنَّ اللهَ كانَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً) أمر من الله لنساء النبي ونساء المؤمنين بتقوى الله فيما
نهاهن عنه وحرمه عليهن من ابداء الوجه للأجانب غير المحارم المذكورين في
__________________