(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَها هُزُواً أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ (١) (٦) وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (٧) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ (٨) خالِدِينَ فِيها وَعْدَ اللهِ حَقًّا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٩) خَلَقَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دابَّةٍ وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (١٠) هذا خَلْقُ اللهِ فَأَرُونِي ما ذا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (١١))
شرح الكلمات
(وَمِنَ النَّاسِ) : أي ومن بعض الناس إنسان هو النضر بن الحارث بن كلدة حليف قريش.
(لَهْوَ الْحَدِيثِ) : أي الحديث الملهي عن الخير والمعروف وهو الغناء.
(لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ) : أي ليصرف الناس عن الإسلام ويبعدهم عنه فيضلوا.
(وَيَتَّخِذَها هُزُواً) : أي ويتخذ الإسلام وشرائعه وكتابه هزوا أي مهزوءا به مسخورا منه.
(وَلَّى مُسْتَكْبِراً) : أي رجع في كبرياء ولم يستمع إليها كفرا وعنادا وكبرا كأن لم يسمعها.
(فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً) : أي ثقل يمنع من السماع كالصمم.
(بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها) : أي بدون عمد مرئية لكم ترفعها حتى لا تقع على الأرض.
(رَواسِيَ) : أي جبال راسية في الأرض بها ترسو الأرض أي تثبت حتى لا تميل.
__________________
(١) هذا عطف على جملة (تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ) كأنما قال كانت تلك حال الكتاب الحكيم وهي حال تدعو إلى كل كمال وإن من الناس معرضين عنه يؤثرون لهو الحديث ففي الاخبار تعجب من حال هذا الإنسان الذي يعرض عن الهدى إلى الضلال وعن الخير إلى الشر.