جَمِيعاً أَوْ أَشْتاتاً فَإِذا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللهِ مُبارَكَةً طَيِّبَةً كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (٦١))
شرح الكلمات :
الحرج : الضيق والمراد به هنا الإثم أي لا إثم على المذكورين في مؤاكلة غيرهم.
(أَوْ ما مَلَكْتُمْ مَفاتِحَهُ) : أي مما هو تحت تصرفكم بالأصالة أو بالوكالة كوكالة على بستان أو ماشية.
(أَوْ صَدِيقِكُمْ) : أي من صدقكم الود وصدقتموه.
(جَمِيعاً أَوْ أَشْتاتاً) : أي مجتمعين على الطعام أو متفرقين.
(مِنْ عِنْدِ اللهِ) : لأنه هو الذي شرعها وأمر بها ، وما كان من عند الله فهو خير عظيم.
(طَيِّبَةً) : أي تطيب بها نفس المسلم عليه.
معنى الآيات :
ما زال السياق في هداية المؤمنين وبيان ما يكملهم ويسعدهم ففي هذه الآية الكريمة. رفع تعالى عنهم حرجا عظيما كانوا قد شعروا به فآلمهم وهو أنهم قد رأوا أن الأكل مع ذوي العاهات وهم العميان والعرجان والمرضى وأهل الزمانة قد يترتب عليه أن يأكلوا ما لا يحل لهم أكله لأن أصحاب هذه العاهات لا يأكلون كما يأكل الأصحاء كما وكيفا والله يقول : (وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ). كما أن أصحاب العاهات قد تحرجوا أيضا من مؤاكلة الأصحاء معهم خوفا أن يكونوا يتقذرونهم فآلمهم ذلك فأنزل الله تعالى هذه الآية فرفع الحرج عن الجميع الأصحاء وأصحاب العاهات فقال تعالى : (لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلا عَلى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ (١) أَوْ بُيُوتِ آبائِكُمْ
__________________
(١) لم تذكر بيوت الأبناء لأن بيوتهم داخلة في بيوت الآباء للحديث (أنت ومالك لأبيك) والحديث وإن ضعف فما هو إلا شاهد فقط وإلا فمعلوم بالضرورة أنّ الأولاد عادة وعرفا يكونون في بيوت آبائهم ولذا لم يذكروا.