(وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (٥٦) لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَأْواهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ (٥٧))
شرح الكلمات :
(وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ) : أي أدوها أداءا كاملا تاما مراعين فيها شروطها وأركانها وواجباتها وسننها حتى تثمر الزكاة والطهر في نفوسكم.
(وَآتُوا الزَّكاةَ) : أي المفروضة من المال الصامت كالذهب والفضة والحرث والناطق كالأنعام من إبل وبقر وغنم.
(وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) : أي محمدا صلىاللهعليهوسلم في أمره ونهيه والأخذ بإرشاده وتوجيهه.
(لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) : أي رجاء أن يرحمكم ربكم في دنياكم وآخرتكم فلا يعذبكم فيهما (مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ) : أي معجزين الله تعالى بحيث لا يدركهم ولا ينزل بهم نقمته وعذابه.
(وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ) : أي النار إذ هي المأوى الذي يأوون إليه ويصيرون إليه.
معنى الايتين :
يأمر تعالى عباده المؤمنين من أصحاب الرسول الكريم بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وطاعة الرسول صلىاللهعليهوسلم في أمره ونهيه وإرشاده وتوجيهه وذلك رجاء أن يرحموا في الدارين ، ولا يعذبوا فيهما. وهذا وإن كان موجها ابتداء إلى أصحاب الرسول فإنه عام بعد ذلك فيشمل كل مؤمن ومؤمنة في الحياة وقوله (لا تَحْسَبَنَ (١) الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ (٢) فِي الْأَرْضِ) هذا خطاب للرسول صلىاللهعليهوسلم ينهاه ربه تعالى أن يظن أن الذين كفروا مهما كانت قوتهم سيفوتون الله تعالى ويهربون مما أراد بهم من خزي وعذاب ، لا ، لابل سيخزيهم ويذلهم ويسلط عليهم ، وقد فعل (وَمَأْواهُمُ النَّارُ) يوم القيامة (وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ) نار جهنم يصيرون إليها.
__________________
(١) الآية تحمل تسلية للنبي صلىاللهعليهوسلم وقرئت بالتاء : (تَحْسَبَنَ) خطاب للنبي صلىاللهعليهوسلم ولكل ذي أهلية من أصحابه والمؤمنين والجملة مستأنفة استئنافا ابتدائيا وقرئت الآية : (ولا يحسبن) بالياء وهي قراءة ضعيفة إذ حسب هنا بمعنى ظن ولم يذكر لها إلا مفعولا واحدا وهي تنصب مفعولين.
(٢) المعجز : الذي يعجز غيره أي : يجعله عاجزا عن غلبه ، والأرض في الآية هي أرض الدنيا هذه.