بِمُصْرِخِكُمْ وَما أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِما أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (٢٢) وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ (٢٣))
شرح الكلمات :
(وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعاً) (١) : أي برزت الخلائق كلها لله وذلك يوم القيامة.
(إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً) : أي تابعين لكم فيما تعقتدون وتعملون.
(فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا) : أي دافعون عنا بعض العذاب.
(ما لَنا مِنْ مَحِيصٍ) : أي من ملجأ ومهرب أو منجا.
(لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ) : بإدخال أهل الجنة الجنة وأهل النار النار.
(ما أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ) : أي بمغيثكم مما أنتم فيه من العذاب والكرب.
(تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) : أي من تحت قصورها وأشجارها الأنهار الأربعة : الماء واللبن والخمر والعسل.
معنى الآيات :
في هذه الآيات عرض سريع للموقف وما بعده من استقرار أهل النار في النار وأهل الجنة في الجنة يقرر مبدأ الوحي والتوحيد والبعث الآخر بأدلة لا ترد ، قال تعالى : (وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعاً) أي خرجت البشرية من قبورها مؤمنوها وكافروها صالحوها وفاسدوها (فَقالَ الضُّعَفاءُ) أي الأتباع (لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا) أي الرؤساء والموجهون للناس بما لديهم من قوة وسلطان (إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً) (٢) أي أتباعا في عقائدكم وما تدينون به ، (فَهَلْ
__________________
(١) البروز : الظهور ، وهو هنا الخروج من القبور والظهور خارجها للحشر حيث فصل القضاء ، ومن هذا قولهم : امرأة برزة أي تظهر للناس.
(٢) (تَبَعاً) : يصح أن يكون مصدرا أي : ذوي تبع ، ويجوز أن يكون جمع تابع مثل : حرس وحارس ، وخدم وخادم.