شرح الكلمات :
(إِنْ أَحْسَنْتُمْ) : أي طاعة الله وطاعة رسوله بالإخلاص فيها وبأدائها على الوجه المشروع لها.
(أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ) : أي أن الأجر والمثوبة والجزاء الحسن يعود عليكم لا على غيركم.
(وَإِنْ أَسَأْتُمْ) : أي في الطاعة فإلى أنفسكم سوء عاقبة الإساءة.
(وَعْدُ الْآخِرَةِ) : أي المرة الآخرة المقابلة للأولى وقد تقدمت.
(لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُمْ) : أي يقبحوها بالكرب واسوداد الحزن وهم الذل.
(وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ) : أي بيت المقدس.
(وَلِيُتَبِّرُوا ما عَلَوْا تَتْبِيراً) : أي وليدمروا ما غلبوا عليه من ديار بني إسرائيل تدميرا
(وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنا) : أي وإن رجعتم إلى الفساد والمعاصي عدنا بالتسليط عليكم.
(حَصِيراً) : أي محبسا وسجنا وفراشا يجلسون عليها فهي من فوقهم ومن تحتهم.
معنى الآيات :
ما زال السياق في الحديث عن بني إسرائيل فبعد أن أخبرهم تعالى بما حكم به عليهم في كتابهم أنهم يفسدون في الأرض مرتين ويعلون علوا كبيرا. وأنه إذا جاء ميقات أولى المرتين بعث عليهم عبادا أشداء أقوياء وهم جالوت وجنوده فقتلوهم وسبوهم ، أنه تعالى رد لهم الكرة عليهم فانتصروا عليهم وقتل داود جالوت وتكونت لهم دولة عظيمة كانت أكثر الدول رجالا واوسعها سلطانا وذلك لرجوعهم إلى الله تعالى بتطبيق كتابه والتزام شرائعه وهناك قال تعالى لهم : (إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ) أي إن أحسنتم باتباع الحق والتزام الطاعة لله ورسوله بفعل المأمورات واجتناب المنهيات والأخذ بسنن الله تعالى في الاصلاح البشري وإن أسأتم بتعطيل الشريعة والانغماس في الملاذ والشهوات فإن نتائج ذلك عائدة على أنفسكم حسب سنة الله تعالى : (مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً). وقوله تعالى : (فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ) أي وقتها المعين لها ، وهي المرة الآخرة بعد الأولى بعث أيضا عليهم عبادا له وهم بختنصّر وجنوده بعثهم عليهم ليسودوا وجوههم بما يصيبونهم به من الهم والحزن والمهانة والذل (وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ) أي بيت المقدس كما دخلوه أول مرة (وَلِيُتَبِّرُوا) أي يدمروا ما علوا أي ما غلبوا عليه من ديارهم (تَتْبِيراً) أي تدميرا كاملا وتحطيما تاما وحصل لهم هذا لما قتلوا زكريا ويحيى عليهماالسلام وكثيرا من العلماء وبعد أن ظهر فيهم الفسق وفي نسائهم التبرج والفجور واتخاذ الكعب العالي. كما أخبر بذلك رسول الله صلىاللهعليهوسلم.