على شرفهم يسجدون (وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ) عن عبادة ربهم (يَخافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ) إذ هو العلي الأعلى وكل الخلق تحته. (وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ) فلا يعصون ربهم ما أمرهم. إذا كان هذا حال الملائكة فما بال هؤلاء المشركين يلجون في الفساد والاستكبار والجحود والمكابرة وهم أحقر سائر المخلوقات ، وشر البريات إن بقوا على كفرهم وشركهم.
هداية الآيات
من هداية الآيات :
١ ـ حرمة الأمن من مكر الله.
٢ ـ كل شيء ساجد لله ، أي خاضع لما يريده منهم ، إلا أن السجود الطوعي الاختياري هو الذي يثاب عليه العبد ، أما الطاعة اللا إرادية فلا ثواب فيها ولا عقاب.
٣ ـ فضل السجود الطوعي الاخيتاري.
٤ ـ مشروعية السجود عند هذه الآية : إذا قرأ القارىء أو المستمع : (يَخافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ) ، عليه أن يسجد ان كان متطهرا إلى القبلة إن أمكن ويسبح في السجود ويكبر في الخفض والرفع ولا يسلم ، ولا يسجد عند طلوع الشمس ولا عند غروبها.
(وَقالَ اللهُ لا تَتَّخِذُوا (١) إِلهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (٥١) وَلَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ واصِباً أَفَغَيْرَ اللهِ تَتَّقُونَ (٥٢) وَما بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ ثُمَّ إِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْئَرُونَ (٥٣) ثُمَّ إِذا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (٥٤) لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (٥٥) وَيَجْعَلُونَ
__________________
(١) جائز أن يكون سكّان شرق الجزيرة من العرب قد انتقلت إليهم عقيدة المجوس المبنية على إله الخير وهو يزدان وإله الشر الذي هو أهرمن وذلك لمجاورتهم لحكومة المجوس الممتدة إلى العراق ، ويكون النهي في الآية موجها إليهم.