تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخاسِرِينَ (٤٧) قِيلَ يا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا وَبَرَكاتٍ عَلَيْكَ وَعَلى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذابٌ أَلِيمٌ (٤٨) تِلْكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ نُوحِيها إِلَيْكَ ما كُنْتَ تَعْلَمُها أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هذا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ (٤٩))
شرح الكلمات :
(مِنْ أَهْلِي) : أي من جملة أهلي من ازواج وأولاد.
(وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُ) : أي الثابت الذي لا يخلف.
(إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ) : أي إن سؤالك هذا إياي عمل غير صالح.
(أَعِظُكَ) : أي أنهاك وأخوفك من أن تكون من الجاهلين.
(مِنَ الْجاهِلِينَ) : أي من الذين لا يعرفون جلالي وصدق وعدي ووفائي فتسألني ما ليس لك به علم.
(سَنُمَتِّعُهُمْ) : أي بالأرزاق والمتع إلى نهاية آجالهم ثم يحل بهم عذابي وهم الكفرة.
(لِلْمُتَّقِينَ) : أي الذين يتقون الله فيعبدونه ولا يشركون به شيئا.
معنى الآيات :
ما زال السياق الكريم في الحديث عن نوح وقومه قال تعالى ، (وَنادى نُوحٌ رَبَّهُ) أي دعاه سائلا (رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي (١) وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحاكِمِينَ ،) وهذا كان منه حال الإركاب في الفلك ، وامتناع ولده كنعان من الركوب أي رب إن ولدي كنعان من زوجتي ومن جملة أولادي ، وقد وعدتني أن تنجيني وأهلي ومن معي من المؤمنين ، (وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُ) أي الذي لا خلف فيه ابدا ، (وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحاكِمِينَ) أعلمهم وأعدلهم ، وهذا ابني قد استعصى عنّي ولم يركب معي وسيهلك مع الهالكين إن لم ترحمه يا رب
__________________
(١) أي : الذين وعدتهم أن تنجيهم من الغرق ، وسأل نوح ربّه نجاة ولده لقوله تعالى (وَأَهْلَكَ) وكان كنعان يظهر الإيمان ويبطن الكفر.