(اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ) : يريد إلها عبدتموه في غيبة موسى عليهالسلام.
(وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ) : أي حب العجل الذي عبدوه بدعوة السامري لهم بذلك.
معنى الآيات :
ما زال السياق الكريم في بني إسرائيل وتقريعهم على سوء أفعالهم ففي الآية الأولى (٩١) يخبر تعالى أن اليهود إذا دعوا إلى الإيمان بالقرآن يدّعون أنهم في غير حاجة إلى إيمان جديد بحجة أنهم مؤمنون من قبل بما أنزل الله تعالى في التوراة وبهذا يكفرون بغير التوراة وهو القرآن مع أن القرآن حق والدليل أنه مصدق لما معهم من حق في التوراة ثم أمر الله رسوله أن يبطل دعواهم موبخا إياهم بقوله : (فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِياءَ اللهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) إذ قتل الأنبياء يتنافى مع الإيمان تمام المنافاة.
وفي الآية الثالثة (٩٣) يذكّر تعالى اليهود بما أخذه على أسلافهم من عهد وميثاق بالعمل بما جاء في التوراة عند ما رفع الطور فوق رؤوسهم تهديدا لهم غير أنهم لم يفوا بما عاهدوا عليه كأنهم قالوا سمعنا وعصينا ، فعبدوا العجل وأشربوا حبه في قلوبهم بسبب كفرهم ثم أمر رسوله صلىاللهعليهوسلم أن يقبّح ما ادّعوه من أن إيمانهم هو الذي أمرهم بقتل الأنبياء وعبادة العجل ، والتمرد والعصيان.
هداية الأيات :
من هداية الآيات :
١ ـ مشروعية توبيخ أهل الجرائم على جرائمهم إذا أظهروها.
٢ ـ جرأة اليهود على قتل الأنبياء والمصلحين من الناس.
٣ ـ وجوب أخذ أمور الشرع بالحزم والعزم والقوة.
٤ ـ الإيمان الحق لا يأمر صاحبه إلا بالمعروف ، والإيمان الباطل المزيف يأمر صاحبه بالمنكر.
(قُلْ إِنْ كانَتْ لَكُمُ (١) الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللهِ خالِصَةً مِنْ
__________________
(١) هذه الآية تحمل الرد على مزاعم أخرى لليهود وهي دعواهم أنهم أولياء الله وأن الجنة لهم دون غيرهم ولذا فهم في غير حاجة إلى دين جديد كالإسلام الذي جاء به محمد صلىاللهعليهوسلم فأمر الله رسوله أن يباهلهم فطلب منهم أن يتمنوا الموت وسألوه فنكلوا ولم يباهلوا وظهر بذلك كذبهم وتمّت فضيحتهم.