جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ (١٢))
شرح الكلمات :
الميثاق : العهد المؤكد بالأيمان.
بنو إسرائيل : اليهود.
(نَقِيباً) (١) : نقيب القوم : من ينقب عنهم ويبحث عن شؤونهم ويتولى أمورهم.
(وَعَزَّرْتُمُوهُمْ) (٢) : أي نصرتموهم ودافعتم عنهم معظمين لهم.
(وَأَقْرَضْتُمُ اللهَ) : أي أنفقتم في سبيله ترجون الجزاء منه تعالى على نفقاتكم في سبيله.
(لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ) : أسترها ولم أو آخذكم بها.
(فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ) : أخطأ طريق الهدى الذي يفلح سالكه بالفوز بالمحبوب والنجاة من المرهوب.
معنى الآية الكريمة :
لما طالب تعالى المؤمنين بالوفاء بعهودهم والالتزام بمواثيقهم ذكرهم في هذه الآية بما أخذ على بني إسرائيل من ميثاق فنقضوه فاستوجبوا خزي الدنيا وعذاب الآخرة ليكون هذا عبرة للمؤمنين حتى لا ينكثوا عهدهم ولا ينقضوا ميثاقهم كما هو إبطال لاستعظام من استعظم غدر اليهود وهمهم بقتل النبي صلىاللهعليهوسلم فقال تعالى : (وَلَقَدْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ) وهو قوله إني معكم الأتي ، (وَبَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً ..) (٣) أي من كل قبيلة من قبائلهم الاثني عشرة قبيلة نقيبا يرعاهم ويفتش على أحوالهم كرئيس فيهم ، وهم الذين بعثهم موسى عليه
__________________
(١) النقب والنّقب بفتح القاف وضمها : الطريق في الجبل ، والنقيب : الأمين على القوم ، وجمعه نقباء ، وهو من ينقب عن أمور القوم ومصالحهم ليرعاها لهم ، وقالوا : النقيب أكبر من العريف ، وفي البخاري : «ارجعوا حتى يرفع إلينا عرفاؤكم أمركم».
(٢) التعزير : التعظيم ، والتوقير والنصرة والدفاع عن المعزّر. والتعزير في الشرع : الضرب دون الحدّ لردّ المخالف إلى الحق وسبيل الرشاد.
(٣) من بين النقباء الاثنى عشر : يوشع ، وكالب ، وهما رجلان صالحان ، والباقون هلكوا فلا خير فيهم.