أو لا مسها لغير قصد اللذة ووجد اللذة فقد انتقض وضوءه ومن هذا مس الفرج باليد لأنه مظنة اللذة لذا قال الرسول صلىاللهعليهوسلم «من أفضى منكم بيده إلى فرجه فليتوضأ».
(فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً) : اقصدوا ترابا أو حجرا أو رملا أو سبخة مما صعد على وجه الأرض.
الحرج : المشقة والعسر والضيق.
(مِيثاقَهُ) : أي مثياق الله تعالى وهو عهده المؤكد والمراد به هنا : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، إذ بها وجب الالتزام بسائر التكاليف الشرعية.
معنى الآيتين :
نادى الرب تعالى عباده المؤمنين به وبرسوله ووعده ووعيده ليأمرهم بالطهارة إذا هم أرادوا الصلاة وهي مناجاة العبد لربه لحديث المصلي يناجي (١) ربه ، وبين لهم الطهارة الصغرى منها وهي الوضوء ، والكبرى وهي الغسل ، وبين لهم ما ينوب عنهما إذا تعذر وجود الماء الذي به الطهارة أو عجزوا عن استعماله وهو التيمم (٢) فقال تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ) وحدّ الوجه طولا من منبت الشعر أعلى الجبهة إلى منتهى الذقن أسفل الوجه وحده عرضا من وتد الأذن اليمنى إلى وتد الأذن اليسرى (وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ) فيشمل الغسل الكفين والذراعين إلى بداية العضدين فيدخل في الغسل المرفقان (وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ) واللفظ محتمل للكل والبعض والسنة بينت أن الماسح يقبل بيديه ويدبر بهما فيمسح جميع رأسه وهو أكمل وذلك ببلل يكون في كفيه ، كما بينت السنة مسح الأذنين ظاهرا وباطنا بعد مسح الرأس (وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ) أي واغسلوا أرجلكم إلى الكعبين وهما العظمان النائتان عند بداية الساق ، وبينت السنة رخصة المسح (٣) على الخفين بدلا من غسل الرجلين ، كما بينت غسل الكفين والمضمضة والاستنشاق والاستنثار ، وكون
__________________
(١) نص الحديث : «إذا كان أحدكم في الصلاة فإنه يناجي ربّه» وفي رواية البخاري : «إذا كان أحدكم في الصلاة فإنّ ربّه بينه وبين القبلة».
(٢) وكل ما ذكر في التفسير من صفة الوضوء والغسل ، والتيمم هو ثابت في الصحاح والسنن ، وليس فيه ما هو ضعيف قط.
(٣) وضلت الرافضة فأخذوا بقراءة (وَأَرْجُلَكُمْ) بالكسر ، فمسحوا أرجلهم في كل وضوء وتركوا غسل الرجلين أبدا ، والحامل لهم على ذلك أن رؤساءهم زينوا لهم ذلك وأوجبوه عليهم لعلّة أن يبقوا بعيدين عن الإسلام والمسلمين ليستغلوهم ماديّا ، وليعدّوهم لقتال المسلمين لإعادة دولة المجوس التي يحلمون بها ، وأمّا أهل السنة والجماعة فإنهم عملوا بكتاب ربّهم وسنّة نبيهم فغسلوا أرجلهم ، لأنّ نبيهم لم يسمح رجليه بدون خف قط ، ومسحوا على الخفين كما مسح نبيهم فأخذوا بالقراءتين معا