(ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعاساً يَغْشى طائِفَةً مِنْكُمْ وَطائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ ما لا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كانَ لَنا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ما قُتِلْنا هاهُنا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلى مَضاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللهُ ما فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ ما فِي قُلُوبِكُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (١٥٤) إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطانُ بِبَعْضِ ما كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (١٥٥))
شرح الكلمات :
(أَمَنَةً نُعاساً) (١) : الأمنة : الأمن ، والنعاس : استرخاء يصيب الجسم قبل النوم.
(يَغْشى (٢) طائِفَةً مِنْكُمْ) : يصيب المؤمنين ليستريحوا ولا يصيب المنافقين.
(أَهَمَّتْهُمْ (٣) أَنْفُسُهُمْ) : أي لا يفكرون إلا في نجاة أنفسهم غير مكترثين بما أصاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأصحابه.
(ظَنَّ الْجاهِلِيَّةِ) : هو اعتقادهم (٤) ان النبيّ قتل أو أنه لا ينصر.
(هَلْ لَنا مِنَ الْأَمْرِ) : أي ما لنا من الأمر من شيء.
__________________
(١) الأمنة هي الأمن وقيل إنّ الأمنة تكون عند الخوف ، والأمن يكون مع الخوف وعدمه ، وقرىء الأمنة بإسكان الميم.
(٢) قرىء يغشى بالياء وهو عائد إلى النعاس ، وقرىء تغشى بالتاء ويعود على الأمنة.
(٣) من أفراد هذه الطائفة معتب بن قشير ، وأصحابه خرجوا طمعا للغنيمة لا غير.
(٤) قال ابن عباس : هو تكذيبهم بالقدر.