دعاني فقال لي :
يا بني اتق الله واعلم أنّك لن تتقي الله ولن تبلغ العلم حتى تؤمن بالله وحده
وتؤمن بالقدر خيره وشره؟ قال : كيف لي أن أؤمن بالقدر خيره وشره قال : تعلم أنّ ما
أصابك لم يكن ليخطئك ، وما أخطأك لم يكن ليصيبك ، على هذا القدر فإن مت على غير
هذا دخلت النّار ، وسمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «إنّ أوّل ما خلق الله خلق القلم فقال له : اكتب
فقال له : ما أكتب يا رب؟ قال : القدر قال : فجرى في تلك الساعة بما كان وبما هو
كائن إلى الأبد».
٤٨٧
ـ أخبرنا أبو القاسم
زيد بن أبي هاشم العلوي ـ بالكوفة ـ أنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم ، أنا
إبراهيم بن عبد الله العبسي ، أنا وكيع ، عن الأعمش ، عن عبد الملك بن ميسرة ، عن
طاوس قال : ذكرت القدرية عند ابن عباس فقال : هاهنا منهم أحد فقلت : لو كان ما كنت
تصنع؟ قال : كنت آخذ برأسه ثم أقرأ عليه آية كذا وآية كذا / قال طاوس : فتمنيت أنّ
كل قدري كان عندنا.
٤٨٨
ـ أخبرنا أبو طاهر
الفقيه ، أنا أبو عثمان البصري ، نا محمد بن عبد الوهاب ، نا يعلى بن عبيد ، أنا
سفيان ، عن إبراهيم بن مهاجر ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال : لو أخذت رجلا من
هؤلاء الذين يقولون لا قدر لأخذت برأسه ثمّ قلت : لو لا ولو لا.
٤٨٩
ـ قال : ونا سفيان ،
عن أبي هاشم ، عن مجاهد قال : قيل لابن عباس : إن أناسا يقولون في القدر قال :
يكذبون بالكتاب لئن أخذت بشعر أحدهم [لأنصونه] ، إن الله كان على عرشه قبل أن يخلق شيئا ، ثمّ خلق القلم
فكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة ، فإنما يجري الناس على أمر قد فرغ منه.
٤٩٠
ـ وأخبرنا أبو
الحسين بن بشران ، أنا أبو محمد دعلج بن أحمد ، نا محمد بن إبراهيم الكناني قال :
حدثني يحيى بن واقد الطائي ، أنا هشيم بن بشير [ح] .
__________________