واعلم أن هذا تكلف (١) منهم لتفسير القرآن بما تقدم ذكره من حكاية قول (٢) الفلاسفة بالعقل الأول ، وذلك العقل عند بعضهم هو الملك الأعلى ، وهو إسرافيل ، ودلسوا نفوسهم ومذهبهم بادعائهم أنهم زيدية ومسلمون ، ليستحوذوا بذلك على عقل من أضلوه من أغمار المقلدين ، وقولهم هذا وما أشبهه من تدليساتهم اختراص وتوهم ودعاوى لا دليل لهم على صحتها من عقل ولا سمع فيشكل على [كل (٣)] عاقل أو (٤) يحتاج إلى جواب ، وذلك لأنهم يعجزون عن صفة الملك الأعلى فضلا عن صفة قلبه.
ومما يوضح ذلك أنهم لا يتكلمون به و [لا (٥)] يعلّمونه إلا من قبله [منهم] (٦) ، فأما من طلب منهم عليه الحجة أو عرفوا أنه قد عرف من أين أخذوه فإنهم لا يسعفون للكلام فيه معه ، ومنهم من يجحده إذا أمكنه ذلك ، ويوهمون أتباعهم أن مشايخهم أوصوهم بأن (٧) لا يتكلموا في ذلك مع الجهّال ، وكذلك جميع غلاة الباطنية والصوفية ؛ فاعرف ذلك.
[الكلام في معنى أن الله سبحانه مريد وذكر الأقوال في ذلك]
وأما وصف الباري سبحانه بأنه مريد : فالخلاف في الإرادة لا في المريد ، وفي ذلك ثلاثة مذاهب :
الأول : قول أئمة العترة ـ عليهمالسلام ـ إنه سبحانه مريد لا بإرادة كما أنه فاعل لا بآلة ، ومتكلم لا بآلة ، وقادر لا بقدرة ، وذلك لأنه سبحانه لو كان مريدا بإرادة لم تخل
__________________
(١) ـ نخ (أ) : تكليف.
(٢) ـ نخ (ب) : أقوال.
(٣) ـ زيادة من نخ (ب).
(٤) ـ في (ج) : أن يحتاج.
(٥) ـ زيادة من نخ (ب ، ج).
(٦) ـ زيادة من نخ (أ ، ب).
(٧) ـ في (ب) : ألا يتكلموا.