يضربونه لوحدانية علتهم التي زعموا أنها أزلية ، وهو أن مثلها عندهم كمثل واحد العدد الذي يضاف إلى ما بعده ، ولا يضاف إلى شيء قبله.
قالوا : ومثل (١) العقل الأول المنفعل منها كمثل الثاني الذي رتبته ما بين الأول والثالث ، ومثل النفس المنفعلة من العقل الأول [المنفعل منها (٢)] كمثل الثالث ؛ حتى ينتهوا (٣) إلى التاسع.
ثم تكلموا في العاشر ، قالوا : وهو العقل الفعال ، وهو آخر العشرة ، ونحو ذلك مما قد شغلوا به الأوراق ، وأنفدوا في الاشتغال به الأعمار.
وأما مذهب أئمة العترة ـ عليهمالسلام ـ : فهو أن وحدانية الله سبحانه وحدانية ملك لا بمعنى العدد ؛ لأن واحد العدد يشبه سائر الآحاد (٤) ويتجزأ في نفسه ، وكل متجز ومشابه لغيره فليس بواحد على الحقيقة لأنه يكثر بإضافة غيره [إليه] (٥) ويقل في جنب ما هو أكثر منه.
[ذكر بعض من الأمور التي استدل بها على أن الله سبحانه واحد]
ومما استدلوا به على أن الله سبحانه واحد ، أمور منها : أن الذي دلهم على إثباته هو ما شاهدوا من أثر صنعه ، وكذلك ما وصف نفسه به (٦) في كتابه ، ولم يجدوا في شيء من ذلك إلا ما يدلهم على صانع واحد فعلموا أنه لو كان له ثان لدل على نفسه فلما لم يوجد ذلك كانت الدعوى له دعوى لغير مدع ولا موكل وكل دعوى كذلك فهي باطلة.
__________________
(١) ـ في (ب) : ومثال.
(٢) ـ زيادة من نخ (ب).
(٣) ـ في (ب) : ينتهي.
(٤) ـ نخ (ج) : الأعداد.
(٥) زيادة من نخ (أ ، ب).
(٦) ـ في (ب) : وصف به نفسه.