أخذه جبابرة بني أمية ما تقلده بنو العباس.
وقوله في شرح الرسالة الناصحة : ولم يعلم بين هذه العترة الطاهرة اختلاف في ثبوت الإمامة لمن قام من [ولد (١)] أحد البطنين الطاهرين الحسن والحسين ـ عليهمالسلام ـ وهو جامع لخصال الإمامة إلى أيام المأمون (٢) ، وتصنع في عمل مذهب الإمامية يريد بذلك تفريق الشيعة والعترة ، وأطلق الأموال الخطيرة ، لمن يعلم منه الإلحاد ، وشدة كيد الإسلام ؛ فصنفوا في ذلك كتبا ظاهرة السقوط والبطلان.
[جواب للإمام (ع) عمن سأله عن حكم من قال : أنا أقدم عليا (ع) وأرضيّ عن المشايخ وهل تجوز الصلاة خلفه؟]
وقوله ـ عليهالسلام ـ في بعض أجوبته الموجودة بخطه (٣) : وسألت عمن يرضي عن الخلفاء ، ويحسن الظن فيهم وهو من الزيدية ، ويقول : أنا أقدم عليا ـ عليهالسلام ـ وأرضي عن المشايخ ما يكون حكمه ، وهل تجوز الصلاة خلفه؟
الجواب عن ذلك : أن هذه مسألة غير صحيحة فيتوجه الجواب عنها ؛ لأن الزيدية على الحقيقة هم الجارودية ، ولا يعلم في الأئمة ـ عليهمالسلام ـ من بعد زيد بن علي ـ عليهالسلام ـ من ليس بجارودي ، وأتباعهم كذلك ، وأكثر ما نقل وصحّ عن السلف هو ما قلنا(٤) [من التوقف (٥)] على تلفيق واجتهاد ، وإن كان الطعن والسبّ من بعض
__________________
(١) ـ نخ (ب) : لمن قام من أحد أولاد البطنين.
(٢) ـ المأمون ، هو : عبد الله بن هارون الرشيد أمه تدعى مراجل كان على وتيرة آبائه وإخوانه في الظلم والفساد مؤثرا للذات متبعا للشهوات ، مائلا إلى المنكرات ، وكان على منهاج سلفه من سفك دماء أهل البيت ـ عليهمالسلام ـ قتل في عصره الكثير منهم علي بن موسى الرضا سمه بعد أن عقد له البيعة ، وأعطاه الأمان وغيره منهم ـ عليهمالسلام ـ ، وتوفي لثمان خلون من رجب سنة ثماني عشرة ومائتين ، الشافي ١ / ٢٤٢ ، المقاتل.
(٣) ـ انظر نهاية التنويه في إزهاق التمويه ط ١ ص ٦٣.
(٤) ـ في (ب) زيادة هي : ما قلنا من التوقف.