شاءَ رَكَّبَكَ) (٨) [الانفطار] ، وقوله : (هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحامِ كَيْفَ يَشاءُ) [آل عمران: ٦] ، وما أشبه ذلك مما هو على الحقيقة علم إلهي ، وبراهين واضحة ، خلافا لما ادعته الفلاسفة من المحال ، وزخرفته من الأقوال.
[الكلام في الفرق بين صفات القديم والمحدث]
وأما الكلام في الفرق بين صفات القديم والمحدث : فالقديم الأزلي هو نقيض المحدث في اللفظ والمعنى ، ولا واسطة بينهما ولا مماثلة ، ولا مشاركة.
فأما عموم بعض الأسماء والأوصاف فليس في ذلك حجة لمن زعم من المشبهة أن الباري سبحانه مماثل للأشياء لأجل كونه شيئا ، ولا لمن زعم من المعتزلة أنه مشارك لها في ذلك.
والذي يدل على بطلان استغلاطهم للمتعلمين بذلك هو أن جميع الأسماء والأوصاف التي تعم الخالق والمخلوق يجب أن يقيد مطلقها ويخص عمومها بما يجب نفيه عن الخالق ، وإثباته للمخلوق نحو أن يقال في الخالق سبحانه : شيء لا كالأشياء ، وموجود لا بعد عدم ، وواحد لا بمعنى العدد ، وحي لا بحياة ، وما أشبه (١) ذلك مما يقع به التمييز والفرق بين القديم والمحدث في اللفظ والمعنى حقيقة لا مجازا.
وبهذا الدليل يعلم بيقين أنه لا يجوز أن تكون أسماء الخالق سبحانه ولا أوصافه مشتقة من معنى غير ذاته (٢) ، ولا من مزية زائدة عليها ليست بشيء ، ولا لا شيء لما في ذلك من إيهام زائد ومزيد عليه ، ومشتق ومشتق منه تعالى الله عن ذلك.
[الكلام في الفرق بين الفاعل والعلة]
وأما الكلام في الفرق بين الفاعل والعلّة :
__________________
(١) نخ (ج) : وما أشبهه مما يقع .. إلخ.
(٢) ـ في هامش نخ (أ) : المراد بالأسماء والصفات المذكورة ما كان مختصا بالذات مثل قادر عالم وحي أعني صفات الذات لا صفات الفعل فإنها مشتقة من الفعل ، والله أعلم.