وآله وسلّم ـ ، هو (١) هبوط الملائكة ، وما كان يسمع موسى ـ عليهالسلام ـ من المخاطبة ؛ فذلك الذي ختمه الله وقطعه بعد محمد ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ لأنه علم أنه أفضل الآدميين ، ففرق بينه وبين أهل بيته أجمعين ، بأن جعلهم له تابعين ، وبشريعته مقتدين ، ولو علم في ذريته أفضل منه ، لأزاح ختم النبوة عنه ، ولجعل بعده أنبياء مثله ، ولما أبان على فضلهم فضله.
وقوله في كتاب تفسير غريب القرآن : وبلغنا والله أعلم عن بعض الإمامية ـ لعنهم الله ـ أنهم قالوا : محمد رسول الله ، وخاتم النبيين المهدي ، وكذب أعداء الله في قولهم ؛ بل محمد خاتم النبيين ، وسيد الأولين والآخرين.
وقوله في كتاب التوفيق والتسديد : وسألت عن العقول هل هي مستوية أم بينها اختلاف؟ والجواب : أن اختلاف عقول الناس كاختلاف قواهم ، فمن كانت قوته تبلغ أداء الفرائض وجبت عليه ، ومن (٢) لم يطق فلا يكلفه الله ما يعدم لديه ، ولا يصل بقوته إليه ، وإنما العقول على وجوه معروفة ، وأحوال بينة موصوفة ، منها عقول سادتنا الملائكة المقربين ، ومنها عقول الأنبياء [و] (٣) المرسلين ، وعقول الأوصياء المستخلفين ، وعقول الأئمة الطاهرين ، وبعد ذلك عقول المكلفين.
فأفضل العقول عقول الملائكة الأكرمين ، ثم عقول الأنبياء أكمل من عقول الأوصياء ، ثم عقول الأوصياء أكمل من الأئمة في العقول ، وأفضل في الاعتقاد والقول ، ثم للسابقين من الفضيلة على المقتصدين ، كمثل فضل الأنبياء على الوصيين ، وللأئمة المقتصدين من الفضل ما لا يكون لفضلاء المؤمنين ، وأفضل الناس كلهم فضلا ، وأكملهم دينا وعقلا ، محمد خاتم النبيين ، ـ صلوات الله عليه وعلى أهل بيته الطاهرين ـ.
__________________
(١) ـ نخ (ب) : وهو هبوط .. إلخ.
(٢) ـ في (ب) : وإن لم.
(٣) ـ زيادة من نخ (ب).