فالصحيحة : هي (١) كل اسم علمه الله سبحانه عباده ، أو ألهمهم على التسمية به ، كما قال الله سبحانه : (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها) [البقرة : ٣١] ؛ قال بعض الأئمة ـ عليهمالسلام ـ : يعني [أسماء (٢)] جميع ما خلق الله بين السماء والأرض.
والباطلة : هي جميع أسماء البدع ، ولذلك قال الله سبحانه : (إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْماءٌ سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ ما أَنْزَلَ اللهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ) [النجم : ٢٣] (إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ) (١٤٨) [الأنعام].
والصحيحة أيضا على ضربين : أحدهما يفيد الإثبات ، والثاني يفيد النفي ، والأسماء المثبتة منها حقيقة ومنها مجاز ؛ فالحقيقة : هو كل اسم موجود ، والمجاز : هو كل اسم مستعار ، وكذلك المعدوم أيضا فإنه يجوز تسميته شيئا مجازا ، ولذلك قال الله سبحانه : (إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ) (١) [الحج] ، يعني إذا أوجدها.
والذي يدل على أنه ليس بحقيقة قول الله سبحانه : (هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً) (١) [الإنسان].
والأسماء التي تفيد نفي المسمى : هي كل اسم عبر به عن المحال ، وكذلك المعدوم في حال عدمه ، وذلك نحو كون العالم معدوما فيما لم يزل ؛ لأنه لا شيء فيما لم يزل إلا الله وحده لا شريك له خلافا لمن زعم أن أعيان العالم قديمة ، وموجودة بالقوة ، ولمن زعم أن ذواته (٣) أشياء ثابتة فيما لم يزل.
ثم اعلم أن الأسماء التي تفيد الإثبات : منها ما هو خاص للخالق تعالى نحو قوله : بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، ومنها خاص للمخلوق نحو المحدث والجسم ، ومنها عام في اللفظ دون المعنى نحو الشيء والموجود والقديم ، وما أشبه ذلك مما سيأتي ذكر ما ينبه
__________________
(١) ـ نخ (ب) : هو.
(٢) زيادة من نخ (أ ، ج).
(٣) نخ (ب) : ذاته.