الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلى ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَواءٌ أَفَبِنِعْمَةِ اللهِ يَجْحَدُونَ (٧١) وَاللهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ أَفَبِالْباطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللهِ هُمْ يَكْفُرُونَ (٧٢) وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً مِنَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ شَيْئاً وَلا يَسْتَطِيعُونَ) (٧٣) [النحل] ، فانظر كيف صرح سبحانه بأنه القاصد لرزق عباده ، والمفاضلة بينهم ، ونبههم على معرفة ذلك بما ضرب لهم به (١) المثل في مماليكهم الذين لا يقدرون أن يملكوهم شيئا في حال كونهم مماليك ، لكون ذلك حكما من الله سبحانه لا يقدر أحد أن يبدله ، وقد فسرت الآية بغير ذلك.
فانظر (٢) كيف صرح [الله سبحانه] (٣) بخلقه للبنين والبنات ، ووصف من جحد ذلك بأنه مؤمن بالباطل وكافر بنعمته (٤) سبحانه ، وعابد من دونه ما لا يملك له رزقا من السماء ولا من الأرض (٥).
ومعلوم ضرورة أن الإحالة التي نسبت إليها المطرفية فعل الفروع كلها لا تقدر أن تنزل المطر من السماء ، ولا تخرج النبات من الأرض ، وأنها من جملة ما عبد [من] (٦) دون الله سبحانه من الأشياء الباطلة.
والسادسة : قوله سبحانه : (مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعاجِلَةَ عَجَّلْنا لَهُ فِيها ما نَشاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاها مَذْمُوماً مَدْحُوراً (١٨) وَمَنْ أَرادَ الْآخِرَةَ وَسَعى لَها سَعْيَها وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ كانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً (١٩) كُلًّا نُمِدُّ هؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطاءِ رَبِّكَ
__________________
(١) ـ في (ب) : من.
(٢) ـ نخ (ب) : وانظر.
(٣) ـ زيادة من نخ (ب).
(٤) ـ نخ (ب) : وكافر بنعمة الله.
(٥) ـ نخ (ب) : والأرض.
(٦) ـ زيادة من نخ (أ ، ب).