وقال في مختصر الأحكام : وجميع العقول مفتقرة إلى عقول الأئمة ـ عليهمالسلام ـ ولو لا ذلك لما احتاج أحد إلى إمام ، ولسقط فرض الإمامة عن (١) جميع الأنام ، ولو سقط ذلك عنهم لما فرضه الله عليهم.
وقال في كتاب الرد على الملحدين : الإمامة فرض من الله لا يسع أحدا جهلها ؛ لأن الحكيم لا يهمل خلقه (٢) مع ما يرى من اختلافهم ، من الحجة على من عند عن الحق منهم ، والهداية لمن طلب النجاة من أوليائه ، والبيان لتلبيس (٣) أعدائه ، وإلا فقد ساوى بين حقهم وباطلهم.
وفي ذلك ما يقول النبي ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ : ((من مات لا يعرف إمامه (٤) مات ميتة جاهلية)) وقول الله عزوجل : (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) (٧) [الرعد] ، فأخبر أن النبي ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ منذر للعباد ، وأن لكل قوم هاديا إلى الحق في كل زمان ، يوضح ما التبس من الأديان ، ويرد على من دان بغير دين الإسلام.
وقال (٥) أبو الفتح بن الحسين الديلمي ـ عليهالسلام ـ في تفسيره في معنى قول الله سبحانه : (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ) [القصص : ٦٨] ، قال : أي يخلق ما يشاء من الخلق ويختار من يشاء للنبوة والإمامة.
وفي معنى قوله سبحانه : (وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ) [الأحزاب : ٦] ، قال : عنى بالأزواج من بانت خيرتها ، وصحت سريرتها ؛ كخديجة بنت خويلد ـ رضي الله عنها ـ أم الأئمة ـ عليها وعليهمالسلام ـ ، وكأم سلمة ـ رضي الله عنها ـ فأما من عند منهن عن الحق ،
__________________
(١) ـ في (ب ، ج) : على.
(٢) ـ في (ب) : الخلق.
(٣) ـ نخ (ج) : للبس.
(٤) ـ في (ب) : إمام زمانه.
(٥) ـ نخ (ج) : وقول أبي الفتح.