قدمه وأزله ، أو حدثه (١) وتجدده ، إذا أريد بالتجدد كونه بعد أن لم يكن.
وما يدل من الأسماء على نفي المسمى نحو العدم والمعدوم ، [وما يدل على إثبات مسمى غير مكيّف ولا معين نحو الشيء والموجود (٢)] ، وما يدل على إثبات مسمى مكيف مجانس نحو الجسم والحيوان.
وما يدل على إثبات صفة زائدة على ذات الموصوف نحو القادر من المخلوقين (٣) لكونه قادرا بقدرة بخلاف الباري سبحانه لكونه قادرا لا بقدرة ، وأشباه ذلك من تصاريف الكلام ، واختلاف معاني الأسماء والعبارات التي لأجل البلوى باختلافها ظهر الفرق والتمييز بين الأئمة الموحدين ، و [بين (٤)] من خالفهم في علوم الدين على ما سيأتي من شواهد ذلك ، وبيان ما يحتاج إلى بيانه فيما بعد إن شاء الله سبحانه (٥).
[ذكر وجه الحكمة في البلوى بالتخلية والتمكين لأعداء الحق والمحقين]
وأما الفصل السادس
وهو في البلوى بالتخلية والتمكين لأعداء الحق والمحقين :
فوجه الحكمة في ذلك : إظهار ما علم الله سبحانه من صبر الأنبياء والأئمة وأتباعهم على كريه ما ابتلاهم به من المحن في دنياهم ، وإظهار ما علم سبحانه من حسد أعدائهم لهم ، وقلة صبرهم على ما ابتلاهم به من إيجاب طاعتهم ، وميلهم إلى متابعة أهوائهم ، لما في الميل إلى الدنيا من حصول شهوات أنفسهم ، التي لأجل الحب (٦) لها تظاهر أئمة الضلال وعلماء السوء وأتباعهم ، على عداوة أئمة الهدى والصد عنهم ، وعلى المعارضة
__________________
(١) ـ نخ (ج) : أو حدوثه.
(٢) ـ ما بين المعكوفين زيادة من نخ (ب ، ج).
(٣) ـ في (ب) : المقدورين.
(٤) ـ ما بين المعكوفين زيادة من نخ (أ ، ج).
(٥) ـ نخ (ب) : تعالى.
(٦) ـ نخ (ج) : محبتهم.