ومن كلام أمير
المؤمنين ـ عليهالسلام ـ قوله المحكي في النهج : (واعلم أن الراسخين في العلم هم الذين أغناهم عن اقتحام
السدد المضروبة دون الغيوب ، الإقرار بجملة ما جهلوا تفسيره من الغيب المحجوب ؛
فمدح الله اعترافهم بالعجز عن تأويل ما لم يحيطوا به علما ، وسمى تركهم للتعمق فيما لم يكلفوا البحث عن كنهه رسوخا) .
وقوله : (إن في
أيدي الناس حقا وباطلا ، وصدقا وكذبا ، وناسخا ومنسوخا ، وعاما وخاصا ، ومحكما
ومتشابها ، وحفظا ووهما ، وقد كذب على رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ على عهده حتى قام خطيبا ؛ فقال : ((من كذب علي متعمدا
فليتبوأ مقعده من النار)) .
وقوله : (فإنه لا
سواء إمام الهدى وإمام الردى ، وقد قال النبي ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ : ((إني لا أخاف على أمتي مؤمنا ولا مشركا ؛ أما المؤمن
فيمنعه الله بإيمانه ، وأما المشرك فيمنعه الله بشركه ، ولكني أخاف عليهم منافق
الجنان ، عالم اللسان يقول ما يعرفون ، ويفعل ما ينكرون))) .
وقوله : (دعه يا عمار فإنه لم يأخذ من الدين إلا ما قاربته الدنيا ، وعلى عمد لبس
__________________