الوجوه وذلك فاسد. فاذا فسد هذا صح وثبت أن البارى تعالى لم يزل مريدا.
فان قال قائل : لم (١) قلتم اذا كان من لم يزل غير متكلم ولا مريد وجب أن يكون موصوفا بضد الإرادة والكلام اذا كان ممن لا يستحيل عليه الكلام والإرادة ، فما أنكرتم من أنه من لم يزل غير فاعل وجب أن يكون موصوفا بضد الفعل وأن يكون تاركا فيما لم يزل؟
قيل له : لا يجب ما قلته ، وذلك أن الكلام (٢) ضد أليس بكلام ، وللارادة ضدا (٣) ليس بإرادة ، فوجب لو كان البارى (٤) تعالى حيا غير متكلم ولا مريد أن يكون موصوفا بضد الكلام والإرادة وليس للفعل ضد (٥) ليس بفعل ، فيجب بنفى الفعل عن الفاعل وجود ضده لأن الموجود اذا لم يكن فعلا (٦) كان
__________________
(١) ب وتبعه ل : لم وقد أبقاها م كما هى ورأيى أننا اما أن تغير «لم» الى «اذا» أو نغير قوله فيما بعد : «فما أنكرتم من» الى قوله «وأنكرتم» لأن المقصود هو ادعاء التلازم بين القولين لا توجيه سؤالين بدليل قول الأشعرى فى الرد : «لم يجب ما قلته» على أن المقام هنا للواو لا للفاء على فرض أن المراد هو توجيه سؤالين الا اذا قلنا أن الفاء واقعة فى جواب شرط مقدر وهو بعيد.
(٢) ب وتبعه ل الكلام.
(٣) ب وتبعه ل : ضد.
(٤) ب وتبعه ل : بارى
(٥) ب وتبعه ل : ضدا.
(٦) الكلمة فى الأصل «فعلا» وقد استبعد م بقاءها كما هى وغيرها الى «محدثا» مع اعترافه بما فى التعبير من تعقيد بالنسبة له ، ورأيى أنه لا ضرورة لهذا التغيير لأن «فعلا» هنا بمعنى مفعول أى مخلوق ، ولا شك أن المعنى بذلك واضح وصحيح.