فصل [٦]
وجد بخط مولانا أبي محمّد العسكري عليهماالسلام (١) : «قد صعدنا ذرى الحقائق بأقدام النبوّة والولاية ، ونوّرنا سبع طبقات أعلام الفتوى بالهداية ، فنحن ليوث الوغى وغيوث الندى وطعناء العدى ، وفينا السيف والقلم في العاجل ، ولواء الحمد والعلم في الآجل ، وأسباطنا حلفاء الدين وخلفاء النبيّين ، ومصابيح الامم ومفاتيح الكرم ؛ فالكليم لبس حلّة الاصطفاء لما شاهدنا منه الوفاء ، وروح القدس في جنان الصاقورة ذاق من حدائقنا الباكورة ، وشيعتنا الفئة الناجية ، والفرقة الزاكية ، صاروا لنا ردءا وصونا ، وعلى الظلمة ألبا وعونا ، وستنفجر لهم ينابيع الحيوان بعد لظى النيران ، لتمام الم وطه والطواسين ؛ وهذا الكتاب ذرّة من جبل الرحمة ، وقطرة من بحر الحكمة.
ـ وكتب الحسن بن علي العسكري ، في سنة أربع وخمسين ومأتين».
وروى أنّه وجد بخط يده عليهالسلام ـ أيضا ـ (٢) :
«أعوذ بالله من قوم حذفوا محكمات الكتاب ، ونسوا الله ربّ الأرباب ، والنبيّ وساقي الكوثر في مواقف الحساب ، ولظى الطامّة الكبرى ونعيم دار الثواب ؛ فنحن السنام الأعظم ، وفينا النبوّة والولاية والكرم ، ونحن منار الهدى والعروة الوثقى ، والأنبياء كانوا يقتبسون
__________________
(١) ـ مشارق أنوار اليقين : ٤٨ ، مع فروق كثيرة.
(٢) ـ نفس المصدر : ٤٩.