فصل [٩]
وأمّا تأويل أهل البيت عليهمالسلام أكثر الآيات القرآنيّة بفضائلهم ومثالب أعدائهم : فلا إشكال فيه ، إذ التأويل لا ينافي التفسير ، وإرادة معنى لا تضادّ إرادة معنى آخر ، وسبب النزول لا يخصّص ؛ بل لكلّ آية من آيات الله ـ عزوجل ـ معان كثيرة كلّها مراد لله ـ تعالى ـ لأنّ الحكيم إنّما ينظر إلى الكليّات المنطبقة على جميع أفراده ـ دون خصوص الجزئيّات ـ وإنّما يلقيها في صورة مادّة جزئيّة لتفهيم المخاطبين القاصرين.
يدلّك على هذا ، التفسير المنسوب إلى مولانا العسكري عليهالسلام فإنّه فسّر أكثر الآيات بمعان كثيرة ، وجعلها شاملة لها كلها.
وقد وقع التصريح بما قلناه فيما رواه في الكافي (١) بسند حسن عن مولانا الصادق عليهالسلام في قول الله ـ عزوجل ـ : (الَّذِينَ ... يَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ) [١٣ / ٢٥] ـ قال : ـ «إنّها نزلت في رحم آل محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقد تكون في قرابتك» ـ ثمّ قال : ـ «ولا تكوننّ ممّن يقول للشيء : إنّه في شيء واحد».
وروي في التوحيد (٢) بإسناده عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه قال للرجل
__________________
(١) ـ الكافي : كتاب الإيمان والكفر ، باب صلة الرحم ، ح ٢٨ ، ٢ / ١٥٦.
(٢) ـ هذه رواية طويلة جاءت في المطبوعة القديمة كفصل على حدته ، ويظهر أنها كتبت ثم حذفت لطولها وابقي شطرا من آخرها كتتمة لهذا الفصل. وحيث أنّ الرواية منقولة عن التوحيد (٢٥٥ / ٢٧٠) والمصدر مطبوع موجود ، لم نر في نقلها فائدة بعد إعراض المؤلف ـ قدسسره ـ.