فصل [٧]
روى الصدوق ـ طاب ثراه ـ (١) عن عبد السّلام بن صالح الهروي أنّه قال : قلت لعليّ بن موسى الرضا عليهالسلام : «يا ابن رسول الله ـ أخبرني عن الجنّة والنار : أهما اليوم مخلوقتان»؟
فقال : «نعم. وإنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم دخل الجنّة ورأى النار لمّا عرج به إلى السماء».
ـ قال : ـ فقلت له : «إنّ أقواما يقولون : إنّهما اليوم مقدّرتان غير مخلوقتين»؟
فقال عليهالسلام : «ما اولئك منّا ولا نحن منهم ؛ من أنكر خلق الجنّة والنار فقد كذّب النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وكذّبنا ، وليس من ولايتنا على شيء ، وخلّد في نار جهنّم ، قال الله ـ عزوجل ـ : (هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ* يَطُوفُونَ بَيْنَها وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ) [٥٥ / ٤٤]».
وقال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «لمّا عرج بي إلى السماء أخذ بيدي جبرئيل فأدخلني الجنّة ، فناولني من رطبها ، فأكلتها ، فتحوّلت ذلك نطفة في صلبي ، فلمّا هبطت إلى الأرض واقعت خديجة ، فحملت بفاطمة حوراء إنسيّة (٢) ، فلمّا اشتقت إلى رائحة الجنّة شممت ابنتي فاطمة».
__________________
(١) ـ التوحيد : باب ما جاء في الرؤية ، ١١٨ ، ح ٢١. عيون أخبار الرضا عليهالسلام : باب ما جاء عن الرضا عليهالسلام من الأخبار في التوحيد ، ١ / ١١٦ ، ح ٣. أمالي الصدوق : المجلس السبعون ، ح ٧ ، ٥٤٦. عنها البحار : ٨ / ١١٩ ، ح ٦. و ٨ / ٢٨٣ ـ ٢٨٤ ، ح ٨.
(٢) ـ النسخة : الإنسية. والصحيح ما أثبتناه. ٤ ـ إلى هنا انتهت الرواية عن الرضا عليهالسلام.