ويصدّق قوله في أهل الأعراف ما روي عن مولانا الباقر عليهالسلام فيهم (١) «إنّهم قوم استوت حسناتهم وسيّئاتهم ، فقصرت بهم الأعمال ، وإنّهم لكما قال الله».
فصل [٥]
أقول : لا منافاة بين هذا الكلام وبين ما مرّ أنّ أهل الأعراف هم الأئمّة الهداة عليهمالسلام ، لأنّ هؤلاء القوم يكونون مع الرجال الذين على الأعراف ، وكلاهما أصحاب الأعراف.
يدلّ على هذا ما رواه الشيخ الطبرسي عن مولانا الصادق عليهالسلام (٢) ـ قال : ـ «الأعراف كثبان بين الجنّة والنار ، يوقف عليها كلّ نبيّ وكلّ خليفة نبيّ ، مع المذنبين من أهل زمانه ـ كما يقف صاحب الجيش مع الضعفاء من جنده ـ وقد سبق المحسنون إلى الجنّة.
فيقول ذلك الخليفة للمذنبين الواقفين معه : انظروا إلى إخوانكم المحسنين قد سبقوا إلى الجنّة فيسلم عليهم المذنبون ؛ وذلك قوله : (سَلامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوها وَهُمْ يَطْمَعُونَ) أن يدخلهم الله إيّاها بشفاعة النبيّ والإمام ، وينظر هؤلاء إلى النار ، فيقولون : (رَبَّنا لا تَجْعَلْنا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ).
وينادي أصحاب الأعراف ـ وهم الأنبياء والخلفاء ـ رجالا من
__________________
(١) ـ وجاء ما يقرب منه عن الصادق عليهالسلام رواه العياشي : ٢ / ١٨ ، ح ٤٦ من سورة الأعراف.
عنه البحار : ٨ / ٣٣٧ ، ح ١٠.
(٢) ـ مجمع البيان : ٤ / ٤٢٣.