والأرض ، فأين النار»؟ قال : ـ «سبحان الله ـ إذا جاء النهار فأين الليل»؟
ولكن لكلّ من الجنّة والنار والأعراف مظهر كلّي ، هو مثال له في الدنيا ؛ ومظاهر جزئيّة بالإضافة إلى أشخاص بأعيانهم من الأنبياء والأولياء عليهمالسلام ، بحسب شهودهم إيّاها في تلك المواضع ، هي صورها بحسب النشأة الدنياويّة. فإنّك قد عرفت أنّ لكلّ حقيقة في كلّ موطن صورة بحسب ذلك الموطن. فالمظهر الكلّي للجنّة فوق سبع سماوات ، كما دلّت عليه الآية المذكورة.
فإنّ سدرة المنتهى ـ كما ورد في الآثار (١) ـ في السماء السابعة ، ويؤيّده ما في بعض الأخبار (٢) : «إنّ أرض الجنّة الكرسي ، وسقفها عرش الرحمن».
__________________
(١) ـ راجع تفسير القمي : ٢ / ٣٤٤ ، سورة النجم ، (عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى) [٥٣ / ١٤]. بصائر الدرجات : الجزء الرابع ، باب (٥) في الأئمة عليهمالسلام عندهم الصحيفة التي فيها أسماء أهل الجنة والنار ، ح ٦ ، ١٩٢. أمالي الصدوق : المجلس الثالث والتسعون ، ٧٣٩ ، ح ١. البحار : ٨ / ١٣٣ ، ح ٤٠. ٩ / ٢٩٠ ، ح ٢. ١٠ / ٣٩٤. ١٦ / ٣٢٧ ، ح ٢٥. ١٧ / ١٤٧ ، ح ٤١. ١٨ / ٢٨٩ و ٣٤٠.
(٢) ـ اورد المجلسي ـ قدسسره ـ في البحار حديثا مطولا فيه مسائل ابن سلام عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، جاء فيه (٦٠ / ٢٥٦) : «... وسقفها [الجنّة] عرش الرحمن».
وفي كنز العمال (١٤ / ٤٥٣ ، ح ٣٩٢٣٠) : «... والفردوس أعلى الجنّة ، وفوقه عرش الرحمن». راجع أيضا : ١٤ / ٤٥٥ ، ح ٣٩٢٣٨. وقال الفخر الرازي (التفسير : قوله تعالى (وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ) ، ٩ / ٦) : «قال عليهالسلام في صفة الفردوس : سقفها عرش الرحمن». عنه البحار : ٨ / ٨٤. وفي شرح المقاصد (المبحث الخامس من الفصل الثاني من المقصد السادس ، ٥ / ١١١) : «... وقولهعليهالسلام : سقف الجنة عرش الرحمن ، والنار تحت الأرضين».